ينص ميثاق الأمم المتحدة التي ينبثق عنها مجلس الأمن على أن هذا المجلس مهمته المحافظة على السلام والأمن الدوليين وما يتطلب ذلك من التحقيق في أي نزاعات بين الدول سعيا إلى تسويتها بطريقة سلمية.
السؤال:
هل اضطلع مجلس الأمن بمهمته منذ إنشائه حتى الآن؟
طبعا لا.. وألف لا.. لأنه للأسف أسير القوى الكبرى الغربية بالذات التي تتحكم في مصائر البشر.
***
لقد رفض مجلس الأمن مشروع قرار قدمته روسيا يدعو إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة حيث صوتت عليه 5 دول وامتنعت 6 عن التصويت طبعا بإيعاز من هؤلاء الكبار كما أشرت آنفا.
الأدهى والأمر أنه عقب رفض مجلس الأمن لمشروع القرار إذا برئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه يدليان بتصريحات تثير الاستفزاز أكثر وأكثر.. حيث أعلنا بصراحة وبوضوح أن إسرائيل لا دخل لها بالاعتبارات الإنسانية بالضبط مثلما تعالت صيحات الصليب الأحمر بشأن ألف جثة ملقاة تحت الأنقاض ويستجدي تدخل العالم لانتشالها وإلا انتشرت الميكروبات والأمراض المعدية بصورة يصبح مواجهة هذه التطورات صعبة بل مستحيلة.
وأيضا لم يكترث الإسرائيليون بالإنذار الإيراني الذي هددت فيه حكومة طهران بإزالة دولتهم من خريطة العالم بل بالعكس لقد قاموا بشن غارات متتالية ضد جنوب لبنان في الوقت الذي يعلمون فيه جيدا أنه خاضع لحزب الله وهو الذي يتحكم في أوضاع وأحوال جنوب لبنان والخاضع بدوره لإيران يهدد دائما وأبدا باستخدامه الصواريخ دون هوادة ولعل ما يؤكد ذلك ما قاله نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بأن موجة أخرى من الصواريخ في الطريق إذا لم تضع إسرائيل حدا للفظائع في غزة.
***
باختصار شديد هذه صورة متكاملة ومحايدة للوضع في غزة وهي لا توحي بأي قدر من التفاؤل بل تحوطها كل عوامل التشاؤم والرغبة المقيتة في الاستمرار في عمليات القتل والهدم والنسف والتبديد.
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد أعلن البيت الأبيض الأمريكي أمس أن اجتماعا سوف يعقد اليوم في العاصمة الأردنية عمان يحضره الرئيس الأمريكي بايدن ومعه الرئيس السيسي والملك عبد الله ومحمود عباس ونأمل -إن شاء الله- أن يأتي هذا الاجتماع بنتائج إيجابية تتفق مع مواقف الأغلبية والمتلهفين على إيجاد حل لهذا الذي يجري في غزة تكون قواعده قائمة على بشائر الخير والعدل والسلام.
***
و..و..شكرا