مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 19 أكتوبر 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*لا ضمير.. ولا دين.. ولا أخلاق..!
*الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بقصف مستشفى المعمداني في غزة.. لا ينبغي أن تمر بسهولة
*مظاهرات حاشدة في شتى بلدان العالم تطالب بمعاقبة المتورطين في هذا العمل الجنوني
*طبعا.. شيء طبيعي أن يستمر المجرم في ضلاله وبهتانه طالما يجد من يساعده ويدافع عنه..ويلقي العبء على الضحايا
*الأهالي لجأوا للمستشفى بعد أن تهدمت منازلهم فجاءتهم الضربات من كل فج عميق أو غير عميق
**إجماع.. ما حدث بالأمس لم تشهده غزة من قبل .. 
*هل تكفي مطالبة الأزهر بعدم الاعتماد على الغرب المغرور؟
*مصر أدانت العدوان بأشد العبارات وأعنفها 
*حزب الله.. يلزم الصمت بعد غارات إسرائيل على جنوب لبنان
*الرئيس الأمريكي بايدن يكتفي بتقديم أحر التعازي ويبدي شعوره بالغضب والحزن العميق
لا أدري ماذا أقول..!
أي خبر يمكن أن أقدمه لا يساوي شيئا أمام هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها إسرائيل والتي تنم عن الجبن والخسة والنذالة مما يؤكد أن الإسرائيليين لا ضمير لهم ولا دين لهم ولا أخلاق لهم..!
لقد أدت هذه الجريمة إلى إشعال النيران أكثر وأكثر ليس في غزة فقط بل في المنطقة العربية بأسرها مما يخلق مناخا تستباح فيه كل القيم وكل المبادئ التي تبدو لا قيمة لها في ظل مقتل 600 أو 700 بني آدم لا حول لهم ولا قوة.
الأدهى والأمر أن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف بعد تفجير مستشفى المعمداني بل استمرت الغارات في قصف المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ مما يؤكد أن نتنياهو وأعوانه قد حصلوا على ضمانات مؤكدة من أمريكا وأوروبا بالقيام بإبادة ضد الفلسطينيين.. ولن يقدم أحد حتى على عقابها وليس إبداء اعتراض أو انتقاد..!
وهذا ما أكدته الأحداث عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بادين أنه يشعر بالغضب والحزن..!
يا سلام..!
هل هذه المجزرة يقابلها عبارة مائعة أو ناعمة لا تقدم ولا تؤخر في شيء..؟!
وهنا لابد من وقفة فقد سبق أن قال الرئيس جو بايدن إنه لا يوافق على سياسة إسرائيل مع الفلسطينيين.. 
الآن تغير الموقف وأصبح يؤيدها تأييدا سافرا وكاملا..!
*** 
والآن.. بعد اندلاع هذه المظاهرات الحاشدة في بلدان شتى من العالم.. هل يمكن أن تخفف إسرائيل من غلوائها ضد الفلسطينيين..؟!
أنا شخصيا أرى أنه لن يحدث شيء بل سيستمر نتنياهو في قصفه وفي جنونه إلى أقصى مدى..!
ثم.. ثم.. ما أدرانا أنه يوجد اتفاق أو شبه اتفاق بين إسرائيل وحلفائها على تهجير الفلسطينيين من غزة وبذلك تتوسع دوائر الاحتلال للأرض العربية ممثلة في أراضي الفلسطينيين بالذات؟!
نعم المتظاهرون طوال ليلة أمس وأمس يطالبون بتقديم المتورطين في جريمة مستشفى المعمداني إلى المحاكمة الجنائية الدولية.. فهل هذا يمكن تحقيقه؟
طبعا لا.. وألف لا.. فمعظم حكام إسرائيل سبق أن صدرت ضدهم مطالبات بتقديمهم للمحاكمة الجنائية ولم يحدث شيء.
إذن.. ماذا في وسع هذا العالم أن يفعل في ظل هذه العلاقات المريبة بين إسرائيل وأمريكا وأوروبا؟!
طبعا سيكون رد الفعل منحصرا في ارتكاب مزيد من العنف من جانب الفلسطينيين واستخدام نوعيات أكثر تقدما من الصواريخ بهدف أن يظل الإسرائيليون دائما يعانون من الخوف والهلع وعدم معرفة من أين تأتيهم الضربات؟
الأهم.. والأهم.. ما هو موقف إيران الآن بعد ما ارتكبته إسرائيل أمس بالنسبة لمستشفى المعمداني..؟!
ألا يمكن اعتبار أن هذا هو التوقيت المناسب للرد على إسرائيل كما أعلنت أمس مهددة إياها بإزالتها من الخريطة..؟!
واضح أن إيران لن تقدم على ذلك والدليل ما أصدرته أمس من بيانات تنديد وتخويف ولم تتحدث عن صواريخها أو صواريخ حزب الله أو صواريخ القسام في غزة.
*** 
على الجانب المقابل لقد أصدر الأزهر بيانا شديد اللهجة طالب فيه العرب والمسلمين بعدم الاعتماد على الغرب في تعاملهم مع القضية الفلسطينية.. وهذا أيضا كلام جيد لكن ألا يمكن أن يلقى نفس التجاهل من الإسرائيليين ومؤيديهم سواء بسواء..؟!
بديهي.. وارد جدا أن يكون ذلك موقف هؤلاء الذين لديهم هدف محدد يكمن في تطبيق حلمهم الأكبر في دولة من النيل للفرات.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
تحية لحكومة الأردن التي قررت إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا عقده أمس بحضور الرئيس الأمريكي بايدن..
والله هذا أبسط الأشياء ربما يجبر الأخ بايدن على أن يعيد النظر في سياسته تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين معا.
نأمل ذلك.. لكن المهم أن تكون الإدارة الأمريكية قوية.. وحاسمة.. وشجاعة..و..و.. غير منحازة.
*** 
و..و.. شكرا