طبعا أنت لست في حاجة إلى دعوة لكي تأتي اليوم بعد صلاة الجمعة إلى النصب التذكاري في مدينة نصر لتلتقي مع إخوانك الذين اتفقوا فيما بينهم أو التقت قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم لينتظموا في مظاهرات حاشدة لتأييد موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنسبة للقضية الفلسطينية.. وأيضا بالنسبة لسيناء.
نعم.. كل ذلك ليس بغريب علينا فنحن منذ نحو عشر سنوات تحركنا في صفوف متراصة امتدت عشرات الكيلو مترات لكي نعطي المشير عبد الفتاح السيسي تفويضا بمحاربة الإرهاب وقد كان.. فها هي قلاع الإرهاب تهاوت وها هو وزير الدفاع قد أدى المسئولية وهو واضع عنقه فوق كتفه.. لا يتهاون ولا يفرط.. ولا يساوم ولا يجامل.. فنجح ومعه شعبه في بناء أعلى وأهم وأحسن صروح النهضة في شتى بقاع مصر..
من هنا يثور سؤال:
هل هذا الشعب المتلاحم.. المتكاتف المتحد لديه حاليا أدنى استعداد ليتنازل عن جزء من صروح النهضة ولا أقول كلها؟!
ويجيء الرد:
نحن نحمد الله أن أوصلنا إلى تلك النتائج المبهرة .. فهل من المعقول أو المنطق.. أن نتركها دائرين ظهورنا؟
أبدا.. أبدا.. بل تلك التطورات التي حدثت في الآونة الأخيرة منحتنا جميعا منعة فوق منعة وقدرة فوق قدرة.. وهامات ترتفع إلى السماوات السبع.. وآمالا تحرك فينا .. النخوة والشجاعة والجدعنة لكي نزيد الصفوف التحاما.. ونقول لهؤلاء الذين يتعمدون أحيانا هز الثقة في نفوسنا.. هيهات.. هيهات .. ونعود لنكرر نحن المصريين أن أراضينا في كل اتجاه وداخل كل شبر "خط أحمر" يستحيل ويستحيل أن نتركها "لقمة سهلة" في أفواه.. الطامعين أو الجشعين.. وغيرهم وغيرهم.
***
ثم.. ثم.. فإن المظاهرات التي احتشدت طوال يومي أول أمس وأمس.. في كافة بقاع الوطن ستظل نقطة فارقة لكل من يتوهم أن مصر أو شعبها أو قيادتها تضعف أو تفقد الحماس.. بالعكس.. نحن ندعو كل شعوب العالم ليفعلوا مثل ما يفعل المصريون إذ من يتحمل كل هذا الجهد حرام عليه أن يتركها لأي طرف أجنبي يعيث فيها فسادا.
أبدا.. أبدا.. لن يعم الصمت أكثر من ذلك بعد أن هدموا المستشفيات فوق رؤوس المرضى والجرحى وبعد تلك التهديدات التي يكررونها دوما على ألسنة أفواههم الكريهة بأنهم حكموا على غزة وأهلها بالموت..!
يا الله.. من أنتم.. حتى تصدروا مثل تلك العبارات والألفاظ..؟!
إن الله سبحانه وتعالى لن يرضى أبدا بما ترتكبونه من الفواحش ومن إثارة الخوف والفزع في نفوس الآمنين المطمئنين.
أيها الأخوة العرب في كل مكان.. هلموا.. هلموا.. إلى إخوانكم من الملايين بعد صلاة الجمعة لتثبتوا للعالم كله وعلى رأسه أوروبا وأمريكا..أن عصور التفكك والانقسام قد انتهت إلى غير رجعة.
انتبهوا هذه المرة غير كل مرة.. فالفرصة سانحة.. سانحة.. لكي تتحرر الأرض من نير المستعمرين الذين لا خلاق لهم ولا إنسانية عندهم.. ولا آذان يسمعون بها ولا عيون يرون بمقلاتها.
وصدقوني.. إن ثباتكم ولو لمدة محدودة سوف يؤدي ولا شك إلى سقوط هؤلاء المعتدين المكذبين الضالين .. الفاسقين.
***
و..و...شكرا