هل تذكرون قرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967؟
طبعا من الصعوبة بمكان أن يكون بيننا الآن من يتذكر هذا القرار.. فالغالبية التي عايشت ظروف صدوره إما أن لقي أصحابها الله أو أصيبوا بمرض الزهايمر وبالتالي هم في عالم غير العالم.
لكن.. سجلات التاريخ في جميع الأحوال لابد أن تكون قد وضعت القرار إياه في مكانه المناسب ليظل حجة وشاهدا على ما يجري في منطقة الشرق الأوسط حتى يوم الدين.
المهم.. يقول القرار الذي أصدره مجلس الأمن رسميا في نوفمبر 1967 أي بعد شهور قليلة من انتهاء حرب الخمسة أيام الشهيرة بين العرب والإسرائيليين على ما يلي:
*تنسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في يونيو عام 1967.. المفروض أن هذا كلام واضح وصريح لكنه بالطبع لم يعجب إسرائيل التي سخرت أموالها وأدواتها ووسائل الضغط التي تملكها للادعاء بأن القرار لم يقل الأراضي بل ذكر كلمة "أراض" فقط.. حيث تم حذف "الـ" أو بالإنجليزي "the" ليظل العرب ومن معهم يدورون في لفات عديدة متتالية مازالت قائمة حتى الآن حيث أصروا على الإبقاء على كلمة " the " دون جدوى بينما تصر إسرائيل على تطبيق النص والذي اعتبرته لصالحها مؤكدة أن هناك فرقا بين أراض والأراضي وبذلك فهي مازالت تقوم بدور المستعمر الذي يعتبر أن التفريط في شبر واحد بعد الأراضي التي استولى عليها عنوة وقسرا بمثابة جريمة كبرى..
***
لقد عمدت أن أسرد لك هذه الوقائع بمناسبة البيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية المصرية بعد انتهاء أعمال قمة السلام تلافيا لأي محاولات إسرائيلية أو غير إسرائيلية تستهدف التهرب من "الوضع الأخير" للأراضي المحتلة من جانب إسرائيل والذي اتفق جميع المشاركين فيه على أن الشعب الفلسطيني لابد أن يتمتع مثل باقي الشعوب بحقوقه بدءا بالحق الأسمى والحق في الحياة وحقه في المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه وأن تكون له قبل كل شيء دولة تجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.
***
وهكذا أوضحت الرئاسة المصرية ما تم الاتفاق عليه بين المشاركين في مؤتمر السلام 2023 خصوصا أن إسرائيل هرعت الأمس لإجراء اتصالاتها المريبة في محاولة إعادة العجلة إلى أول مراحلها.
لكن السؤال:
هل يمكن أن يستجيب أحد لتلك المحاولات اليائسة؟!
الإجابة.. الله وحده أعلم.. لذا فإن حصار الإسرائيليين من شتى الجوانب إنما يشد أزر الذين وقعوا على بيان رئاسة الجمهورية في مصر أو لم يوقعوا.
***
في النهاية تبقى كلمة:
أنا لا أخفيكم سرا إذا قلت إن العالم قد استقبل اليوم إنجازا حضاريا متمثلا في القضاء على ما يسمى الاستعمار الأجنبي إذ لا يليق بالبشرية قبول هذه الآفة السياسية أو العسكرية.. ونحن ننشد بين يوم وآخر عالما قوامه المساواة والإخاء والعدالة.. و.. كل ما هو حلو وجميل.
***
و..و..شكرا