انتهت أعمال قمة القاهرة للسلام التي دعت إليها مصر.. لكن ردود الفعل التي نجمت عن هذه القمة لم تنته بالعكس فالتصريحات التي تعبر عن مواقف جديدة أو مؤثرة أو التي اعتبرت بمثابة رسالة سلام بين مختلف المشاركين وبعضهم البعض.. كل ذلك لم تتوقف عن بثه منصات التواصل الاجتماعي أو قنوات التليفزيون أو وكالات الأنباء.. أو..أو.
***
لعل أول تلك التصريحات أو المواقف ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن القضية الفلسطينية وسيناء ليس ذلك فحسب بل إن الندوات والمؤتمرات التي انعقدت أو ما سوف تنعقد أصبحت مثار اهتمام الشبان والشابات والرجال والنساء.. وكأن الناس كادوا بالفعل ينسون الأزمة الفلسطينية ثم جاءت تلك الكلمات القاطعة والحاسمة لتؤكد للجميع ما ينبغي أن يسير عليه المجتمع الدولي خلال المراحل القادمة.
***
xرفض التهجير القسري للفلسطينيين.
xلابد من حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
xأي حل لا يمكن أن يكون على حساب مصر.
xالعالم أمام أزمة غير مسبوقة .. بما يهدد استقرار المنطقة.. ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
xإعادة المفاوضات فورا لإحياء مسيرة السلام.
xرسالة حق لشعوب العالم بأن غدا سيكون أفضل من اليوم.
***
يبدو أن كثيرا من المشتركين في المؤتمر لم يتوقعوا هذه الرؤى الكاشفة والمواقف الجريئة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وبالتالي ركزوا جهودهم على المستقبل من أجل مصالح حكومات وشعوب الشرق الأوسط بل العالم كله..
***
ومع ذلك فإن الإسرائيليين مازالوا يتخبطون ويتململون حيث أدركوا ولو مؤخرا أن الحل الوحيد ليعيشوا في سلام لا يأتي إلا بالاعتراف بالدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
نعم.. إنهم لم يتوقفوا عن شن الغارات ضد الفلسطينيين حتى كتابة هذه السطور لكن دعهم وشأنهم حتى يتأكدوا أن العناد والتطرف وسوء السلوك كلها مصيرها إلى زوال بل يمكن أن تؤدي بأصحابها إلى الدرك الأسفل من النار.
أيضا.. لقد أنشأ الإسرائيليون ما يمكن اعتبارهما فريقين يسابقان بعضهما البعض في أعمال القتل والعنف والتدمير حيث استمروا في شن الغارات ضد أهالي غزة مع تركيز خسيس على المستشفيات والمباني الآهلة بالسكان لتتضاعف أعداد الضحايا يوما بعد يوم.
في نفس الوقت الذي سخروا فيه جنودهم وميليشياتهم لضرب أهداف حيوية في الضفة الغربية وهكذا سار الفريقان في طريق إسالة الدماء.
بينما رئيس وزرائهم يذهب لتفقد صفوفهم ويتحدث معهم ويربت على ظهورهم وأكفافهم كأنه يوكل إليهم إدارة حديقة أو دار سينما وليس إزهاق أرواح الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري.
***
ثم.. ثم.. فإن إسرائيل تسعى إلى توريط حزب الله في لبنان في معارك حادة وساخنة ليجدوا مبررا أو مبررات للاعتداء على جنوب لبنان ومن بعده لبنان كله.
***
في النهاية تبقى كلمة:
ما لا يريد أن يفهمه الإسرائيليون أن نقطة دم واحدة في إحدى المناطق الواقعة تحت الاحتلال كفيلة بإشعال حرائق في شتى أرجاء المنطقة بل ربما أوسع وأوسع.
نفس الحال بالنسبة لمؤيديهم.. وتشجيعهم على الانتقام ممن اضطروا للاعتداء عليهم.. أرجو أن يكونوا قد فهموا الخلفيات والتداعيات بحيث ينظرون للمشكلة من أطراف عدة وليس من طرف واحد.
أيها الناس.. أرجوكم.. أرجوكم.. لا تضيعوا مكاسب مؤتمر القاهرة للسلام بل ينبغي عليكم زيادة هذه المكاسب والتخلي عن سلبيات الماضي.
***
و..و.. شكرا