مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 28 أكتوبر 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تتبع مصر سياسة ثابتة قوامها الحق والعدل والمساواة ووفقا لتلك السياسة فإن مصر لا تتخلى عن إغاثة الملهوف وعلاج المرضى وبناء المدارس والمستشفيات.. فضلا عن العشرات من المدن الجديدة مما ساعد الدولة على اقتحام مشكلة العشوائيات اقتحاما حاسما وشاملا..
ثم..ثم.. فإن مصر والحمد لله يحمي أراضيها وسماءها وبحريها جيش قوي وقادر يملك من الأدوات والمعدات والبشر ما يحول دون اقتراب أي مقامر أو مغامر أو من عاش ويموت تحرك فؤاده نوايا خبيثة سيئة.
*** 
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن قرار مصر في يدها وليس في أيادي غيرها وبالتالي يستحيل أن تحارب بالوكالة عن الآخرين أو أن تدفع غيرها لخوض حرب لا ناقة ولا جمل لهم ولها بها .
وتشهد الدنيا بأسرها من شرقها لغربها ومن جنوبها إلى شمالها أن مصر وقفت في الآونة الأخيرة وقفات تم بفضلها إنقاذ شعوب وأفراد من مصير حالك مظلم.
أيضا.. كان للنصائح التي تقدمها مصر في مجالات عديدة اقتصادية وسياسية واجتماعية أكبر الفضل في تهدئة الخواطر.. أو تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة بشتى ألوانها وأنواعها.
*** 
ورغم ذلك فقد تعرضت مصر في نفس الآونة إلى اعتداءين  على  أراضيها وصف الأول بأنه يدخل في إطار ما يسمى النيران الصديقة أي أنه وقع بطريق الخطأ.. وليس العمد والترصد.. أما الحادث التالي فمازالت أبعاده وخلفياته لم تكتشف بعد وأحسب أننا وغيرنا في انتظار نتائج التحقيق التي تجري الآن بالسرعة والدقة الكافية. 
واسمحوا لي أن أسترجع معكم تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون أثناء زيارته السريعة للقاهرة والتي أشاد فيها بجهود مصر في مكافحة الإرهاب وفي الوقوف بجانب الحق بشجاعة ووضوح كما أشار إلى أن التدخل البري واسع النطاق في غزة سيكون خطأ بالنسبة لإسرائيل وهي تصريحات لم تعجب نتنياهو ورفاقه.
*** 
على الجانب المقابل فإن الإسرائيليين مازالوا مصرين على مواقفهم الخاصة إذ لم يتوقفوا على مدى 18 يوما عن هدم المنازل على رؤوس سكانها وعن قتل الأطفال الصغار بدم بارد وعن منع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى حتى يجيئهم الموت وهم يصرخون ويتألمون.
*** 
المهم.. وأكرر المهم.. أن مصر في جميع تحركاتها تتوخى الحكمة والصبر وطول البال ولا مكان عندها أبدا لكل من يريدون إشعال ألسنة اللهب في ظل تلك الظروف العصيبة التي يعيشها العالم.
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن خطيب المسجد الذي أديت فيه صلاة الجمعة أمس.. لم يخرج والحق يقال عن هذا الإطار داعيا الله سبحانه وتعالى أن يزيد من تكاتفنا وتلاحمنا والتفافنا حول جيشنا القوي الشجاع.
ومع ذلك فإن ما يؤسف له أن مروجي الشائعات من قوى الشر إياهم لا يريدون أن يخمدوا أو أن ينسحبوا أو الاعتراف بأن الباطل أبدا يستحيل أن ينتصر على الحق.. 
وفي جميع الأحوال فإن إشاعاتهم المغرضة سرعان ما تلقى الرفض والرفض البات القاطع.. 
وحماك الله يا شعب مصر العظيم.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
إن إسرائيل مازالت مصرة على القضاء على غزة وأهلها قضاء مبرما وهناك للأسف من يؤيدونها في ذلك وأحسب أن الحال سوف يستمر على ما هو عليه إلى أن يدرك حماة الباطل أنهم بالفعل أضلوا الطريق.
ودعوات من الأعماق أن يعرف الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإن غدا لناظره قريب.
*** 
                   مواجهات 
*كل من وافق يوما على أن المبادئ تباع وتشترى فليتأكد أنه سوف يجيء عليه يوم قريب تغلق فيه المحلات وتجف الصحف ويختفي كل الزبائن وبالتالي من الممكن أن يموت جوعا أو عريا أو إفلاسا.
*** 
*نصيحة: كلما حاصرتك المشاكل ومنعتك الأزمات من أن تبتسم أو لا تجد يوما يدا حانية تربت على صدرك أو ظهرك فقل بقلبك قبل لسانك "فوضت أمري إلى الله".
*** 
*المصري الذي يقبل التنازل عن جنسيته للحصول على جنسية أخرى فهذا المواطن السابق لا نريد بل ولا نتذكره.
*** 
*أخيرا.. نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر علي محمود طه:
 أَخَـــيْ جَــاوَزَ الظَّــالِـمُـوْنَ الــمَـدَى
فَـــحَــقَّ الـــجِـهَـادُ وَحَــــقَّ الــفِـدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُوْنَ العُرُوْبَةَ
مَجْدِ الأُبُــــــوَّةِ وَالسُّؤْددا
وَلَيَسَ بِغَيْرِ صَلِيْلِ السُّيُوْفِ
يجيبون صوتا لنا أو صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد أنْ يُغمدا
أخي أيها العربي الأبيُّ
أرى اليوم موعدنا لا الغدا
أخي أقبل الشرق في أمة
ترد الضلال وتحي الهدى
أخي إنَّ في القدس أختا لنا
أعدَّ لها الذابحون المدى
صبرنا على غدرهم قادرين
وكنا لهم قدراً مرصــــــدا
طلعنا عليهم طلوع المنون
فطاروا هباءً وصاروا سدى
أخي قم إلى قبلة المشرقين
*** 
و..و..شكرا