السلام.. أي سلام لابد أن نهيئ له المناخ الملائم الذي تبرد فيه مشاعر الغضب.. وشحنات الأخذ بالثأر.. حتى يتمكن أعداء الأمس.. بل وأيضا اليوم من إقامة حوار ولو على بعد خطوات وخطوات..
والملاحظ حتى الآن.. أنه منذ يوم 7 أكتوبر الحالي والبيانات التحريضية تزداد شدة وعنفا.. والتغني بانتصارات تمت على أشلاء الموتى.. وجماجم الضحايا لا يؤدي إلا لزيادة ألسنة اللهب اشتعالا..!
من هنا.. وفي ظل هذا المناخ لم تفقد مصر الأمل في أن تحفظ بعض أغصان الزيتون فيما بينها شيئا من تراث قديم وبالتالي فإن الحوار الذي جرى مؤخرا بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوحي بالتفاؤل والأمل لاسيما وأن كلا من الرئيسين يدرك جيدا أبعاد الخطورة وأيضا أساليب التقارب..
لذا.. يمكن القول إن هذا الحوار الذي تم بين الرئيسين كفيل بإتاحة الفرصة أمام الطرفين بإعادة تقييم مواقفهما بعد هذه التجربة القاسية والأليمة التي اشتدت وقائعها وأحداثها طيلة 23 يوما وأكثر..
وأحسب أن الرئيس السيسي قدم شرحا وافيا وتفصيليا للأزمة مما حدا بالرئيس الأمريكي أن يتبنى خطابا مختلفا عن ذي قبل.. خطابا تضمن فيه مصر وفقا لما أعلنه البيت الأبيض ضرورة عدم تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو إلى أي دولة أخرى.. كما تعهد بايدن أيضا بتسريع وزيادة المساعدات المتدفقة إلى غزة فورا وبشكل مستمر..
***
على الجانب المقابل ليس غريبا أن يحاول بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الظهور في مظهر المجني عليه معلنا عدم وقف حربه ضد غزة وأهلها إلا بعد أن تحقق مبتغاها..!
ولا جدال أن الإسرائيليين يعرفون قبل غيرهم أن ما يهم نتنياهو الآن هو البقاء رئيسا للوزراء أطول فترة ممكنة ضمانا لعدم محكامته في قضايا لا دخل لها بالسياسة ولعل ذلك ما جعلهم يتظاهرون أمام مكتبه مطالبينه بالرحيل بعد أن تسبب في مقتل وأسر أبنائهم وبناتهم وأزواجهم وزوجاتهم.
أيضا يثور السؤال:
إلى متى يظل نتنياهو على نفس موقفه العنيد والمشبوه في آن واحد؟!
أنا شخصيا أتوقع أن مكابرته لن تستمر طويلا إذ سرعان ما سيعلن وقف إطلاق النار..!
أما فيما يتعلق بالفلسطينيين فبديهي بعدما ذاقوه من مرارة القتل والهدم والتهجير واغتصاب النساء ليس أمامهم حاليا سوى الانضمام إلى شعاع السلام وإلا ستكون خسارتهم أفدح وأفدح.
***
ثم.. ثم.. فبالرغم من صعوبة الظروف وتعقد الأوضاع خلال الفترة الماضية فإن مرشحنا الجماهيري لم يشأ أن يأتي ذلك على حساب مصالح شعبه فها هو يعقد الاجتماعات ويستعرض النتائج ويتوقف أمام إحصاءات المقارنات بشأن زيادة الرقعة الزراعية في البلاد مع توجيهات باستكمال المشروعات الإستراتيجية العملاقة التي تقوم على العمل والعمل الجاد والتلاحم والتكاتف والنظر إلى المستقبل نظرات لا تعرف الحقد والكراهية لكنها تدعم وتدعو إلى مزيد من الحب والمودة والتآخي وكل أنواع وأشكال التعاطف الوجداني.
***
و..و..شكرا