ها هي إسرائيل سوف تستمر في حربها ضد غزة إلى أن تؤمن في النهاية بأنها لن تحقق شيئا جديدا.. فالإسرائيليون منذ تأسيس دولتهم "اللقيطة" وعيونهم على سيناء يتمنون أن يضموها إليهم أو أن يضموا إليها غزة وبالتالي يريحون ويستريحون..!
وما يحز في نفوس الإسرائيليين أكثر وأكثر أن هذه البقعة الغالية من أرض مصر ظلت في أياديهم على مدى سنوات طويلة عقب هزيمة 1967 ثم خرجوا منها "بخفي حنين" حيث لم يهتم أهلها بأي عروض أو إغراءات قدمت إليهم وبعد التحرير وضع السيناويون أكفهم في أكف بعض أكثر وأكثر وتعاهدوا على أن يعملوا على تنميتها وتقويتها وازدهارها.
***
على الجانب المقابل فمهما روج الإسرائيليون ومعهم مؤيدوهم وأصحابهم بأن سيناء هي أفضل مكان لليهود.. فتلك كلها ترهات وأحلام مريضة لن ترقى إلى الواقع القائم.. حيث تعلم الفلسطينيون من تجارب ودروس سنوات الماضي أن الإفراط في حبة رمل واحدة من الأرض الغالية سوف تعقبه إجراءات وإجراءات ومحاولات ومحاولات حتى يسيطر الجزء على الكل وهو ما أصبح يعد ضربا من ضروب المستحيلات.
ثم.. ثم.. فإن هذا الحكم الوطني الخالص حدد موقفه والمفروض أن الأمر انتهى بعد ذلك حيث أكد مرارا وتكرارا أن سيناء أرض مصرية وستظل دائما وأبدا ترفع أعلام مصر الخالدة وأن جيشها المقدام مسئول عن قطع أي يد يمكن أن يدور في أذهان أصحابها مجرد الاقتراب..!
المهم والمهم أن مصر لا تعلن سياستها وتوجهاتها هكذا في بساطة ودون وجود قلاع وحصون عالية وثابتة بل ها هي الحكومة المصرية أعلنت بالأمس أنها تخطط لتنفيذ 19 مشروعا زراعيا بـ 55 مليار جنيه حتى عام 2030 ليس هذا فحسب بل هناك عشرات المشروعات الصناعية والتجارية والسياحية لا يمكن أن تقام إلا بفضل جهد وعمل وحماس السيناوية الكرام والأعزاء.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
تُرى هل سيجيء يوم قريب تضطر فيه إسرائيل إلى وقف إطلاق النار بينها وبين فلسطينيي حماس والضفة الغربية معا ؟!
الإجابة باختصار شديد:
نعم.. وألف نعم .. وهذا اليوم آتٍ.. آتٍ لا ريب فيه.. إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد على الأقل من أجل الحفاظ على بقية من حياء في جبين بنيامين نتنياهو وباقي أعضاء حكومته المتطرفة الذين لم يعودوا قادرين على مواجهة هذه المجموعات المتشرذمة من البشر الذين سبق أن استوردوها لإقامة دولة إسرائيل الغريبة فهؤلاء خير شاهد بحق ودون ضغط أو تحيز شهدوا بعيونهم كيف أن بنيامين نتنياهو لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة وسط الشارع.. أي شارع وإلا استقبلته الجماهير بالطوب والحجارة.
لذا فإن أفضل سبيل أمامه الانزواء قليلا قبل أن يظهر مرة أخرى يردد نفس الكلام ويهدد ذات التهديدات.. اللهم إلا إذا صادف ما يمكن أن يردعه ويردعه بحزم وشدة.
في النهاية تبقى كلمة:
أرجوكم.. ارجعوا إلى كتب السياسة والتاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية لتتأكدوا أنه لم يحدث على مدى العصور سواء التي قبل الميلاد أو بعده أن اتخذ المحاربون من السيدات الحوامل والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الرابعة أو الخامسة وقودا يشعلون به فتيل الحرب أو نوعا من الزيت يصبونه فوق النار بغية زيادة الفتنة إثارة وتهييج أفراد المجتمع كله.
أقول.. إن أحدا سواء في عصور الحاضر أو الماضي قد ارتكب مثل تلك العمليات القذرة التي لا تنم إلا عن نفوس خبيثة وتوجهات رديئة بالية.
والله غالب على أمره..
***
و..و..شكرا