زمان شهدت المدن المصرية بل والقرى أيضا وذلك في أوائل الخمسينيات تدفقات هائلة من الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك أراضيهم ليبحث كل فرد أو كل أسرة عن مكان يعيشون فيه يضمن لهم الأمن والسلام وكانت من هذه المناطق منطقة عين شمس القريبة من العاصمة القاهرة.. وقد شاءت الظروف وقتئذ أن أعيش في هذه الضاحية الأثرية الهادئة مما جعلني أتابع بصورة عملية حياة هؤلاء القوم الذين عرفوا باللاجئين الفلسطينيين وكنت في ذلك الوقت مازلت في مرحلة الصبا أو بالأحرى الطفولة وأذكر أنني كنت أرى مجموعات من الأطفال وهم يقضون ساعات كثيرة من يومهم وربما من لياليهم أيضا في مباريات لكرة القدم في الشوارع الرئيسية والفرعية ربما لسهولة الحركة وسطها بسبب عدم وجود زحام مما يجنبهم عبارات التهديد والإنذار بمغادرة المكان وإلا حوسبوا حسابا عسيرا ومن بين ما أثار اهتمامي وقتئذ أن كل لاعب من هؤلاء اللاعبين الصغار يصرف له خمسة دولارات وعندما سألت عن السبب جاءني الرد:
سوف يجيء اليوم الذي نستخدم فيه هؤلاء الأطفال في الحرب ضد الإسرائيليين.
***
ودارت الأيام لنرى أن منظمة حماس تستعين بأطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة عشر والـ16 عشر عاما وللأسف وهم يخوضون بالفعل الحرب الدائرة في غزة ويقولون إنهم يحققون نجاحا مذهلا مما دفع الإسرائيليين إلى أن يضعوهم على أول قائمة الميليشيات أو الكتائب المشاركة في هذه الحرب.
وطبعا إسرائيل لا ترحمهم بل تتعمد قتلهم مثل الرجال المنتمين للجماعات المسلحة حيث قتل جيش الدفاع الإسرائيلي نحو 3900 طفل والذين يدخل ضمنهم بطبيعة الحال الرضع وصغار الصغار فإذا ما استبعدنا عدد شهداء الأطفال الذين لقوا حتفهم نحو 2000 وربما يكونون أقل أو أكثر.
وطبعا هذا لم يمنع منظمة حماس من استيراد أعداد كبيرة من صبية كوريا الشمالية ويقولون إن حماس عندما طلبت من الرئيس كيم جونج أون صفقة أسلحة فوافق على الصفقة ومعها 500 من جيش الدفاع الكوري من صغار السن وهؤلاء يتميزون أيضا بسرعة الحركة وحسن استخدام السلاح ويبدو أنهم برعوا في استخدام الأنفاق مما جعل إسرائيل نفسها في حيرة من أمرهم.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق مما دفع بنيامين نتنياهو إلى القول بأن الحرب ضد غزة قد تستغرق عاما كاملا.
على أي حال فإن هذه الحرب الضروس الدائرة في غزة تحمل كثيرا من التناقضات والغرائب التي لم تكن إسرائيل على علم بها مما كان سببا في توبيخ نتنياهو لجهاز مخابراتهم "الموساد" علنا وأمام جميع مجنديهم من الجند والضباط رغم أنه لم يذكر اسمه صراحة.
في النهاية تبقى كلمة:
ما أغنى كلٍ من حماس وإسرائيل عن هذه الحرب إذا توصلوا إلى اتفاق سلام يقود إلى دولتين واحدة عاصمتها القدس الشرقية والثانية ما عليها إلا أن تختار إما تل أبيب أو القدس الغربية وبذلك يتم حماية سكانها من هذه الهجمات الصاروخية بين كل يوم وآخر.أما بالنسبة لحماس فربما تعلمها تجربة السابع من أكتوبر عام 2023 كيف يتم تقييم الموقف العسكري قبل إطلاق صاروخ واحد.
***
أما بالنسبة للأخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله فأقول له: كفاك الخوض فيما ليس لك به علم حتى لا تضيع لبنان ومعه أهله الذين لم يعودوا يتحملون طلقة رصاص طائشة قد تجيئهم بسبب كلمات قد تصدر منك دون أن يكون لها معنى بالضبط مثلما وقفت منذ أيام تلقي خطبة عصماء من مخبئك السري زاعما أن مصر لم ترسل أي معونات إلى حماس.
بطل كذب يا "سيد"..
***
و..و..شكرا