مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 16 نوفمبر 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*هذه مصر دائما.. اللقمة في "يدها".. لا تبخل بها عن الآخرين
*وسط هذه الأزمة الطارئة تعليمات من الرئيس السيسي بإرسال شحنات مساعدة إضافية للإخوة في غزة
*المتلاعبون بالأسعار في هذه الآونة بالذات يستحقون أقصى عقاب
عرف عن مصر العزيزة أنها بلد الكرم اللامحدود لكل من تطأ  قدمه أرضها وتقدم المعروف دون أن تنتظر جزاء أو شكورا.. وأنا أستهل مقالي اليوم بهذه الحكاية الواقعية.. استقل الراكبان طائرة متجهة إلى لندن من مطار القاهرة بعد الإقلاع بدقائق اكتشف أحدهما نسيان كل متعلقاته في المنزل.
بديهي أن يصيبه التوتر لولا شهامة جاره في الطائرة الذي عمل على تهدئة روعه مطمئنا إياه أنه سيكون تحت أمره في أي وقت.. 
هما طبيبان كانا ضمن وفد موسع يضم مجموعة من السيدات والأطفال ثم ما أن وصلت الطائرة إلى العاصمة البريطانية كان الطبيب الشاب يتقدم لصاحبه ويقدم له ظرفا فيه خمسة آلاف جنيه استرليني مؤكدا ألا يشغل باله بطريقة سداده أو وقتها..
قصدت أن أضرب مثلا بهذه الشيمة الأساسية للمصريين لكي نتأمل ونبحث ونحلل .. المهم والأهم أن يكون لدينا المثل الأعلى في  حياتنا الجارية.. في السياسة.. الاقتصاد.. الاجتماع.. الرياضة.. كل المجالات.. مثل أعلى الذي ينبغي أن تتوفر فيه شروط ومقومات وامتيازات خاصة ليست موجودة لدى غيرنا.
من هنا يثور السؤال: هل أي منافس لمرشح الجماهير الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه الإمكانات التي تكفل له أن يتصرف مثل هذا التصرف الراقي؟!
الإجابة: طبعا لا.. لكن أي مواطن قادر وقوي وشجاع وصاحب رؤية يستطيع أن يكون نفس الشخصية وبالتالي يصبح من اليسير عليه السير على نفس المنوال.
أما على المستوى العام فمصر لم يحدث أن تخلت يوما عن شعب صديق أو جار قريب بل في كثير من الأحيان تقدم مصالح هذا الشعب أو ذاك الجار على مصالحها.. وبالأمس أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي أن شعب غزة يحتاج إلى 650 طنا إضافيا من المواد الغذائية وعلى الفور كان الرئيس يصدر تعليماته بإضافة هذه الكميات وإذا تكرر هذا الاحتياج فالتعليمات جاهزة لدى الجهات الرسمية المصرية بالتنفيذ على الفور.. 

*** 
واليوم.. اسمحوا لي أن أتحدث معكم بصراحة عن قضية هي شاغلنا جميعا كشعب وهي مشكلة ارتفاع الأسعار حيث استغل الظروف بعض منعدمي الضمائر أو الذين يسعون للربح الحرام دون وازع من دين أو ضمير أو  أخلاق .. 
أنا شخصيا أرى أن هؤلاء يستحقون أقصى ألوان العقاب لأنهم  هم الذين يفرضون على أنفسهم أن يكونوا من طائفة غير طائفتنا أو جماعة غير جماعتنا.. 
*** 
والآن.. دعونا ننتقل إلى أكثر القضايا سخونة هذه الأيام على مستوى العالم والتي أنا شخصيا أتصور أنها قضية الانتخابات التي تبدو وكأنها قضية مصير بل نهاية العالم بين الأمريكان وبعضهم البعض.
تصوروا.. أنهم يقولون إن الحكاية ليست الحصول على صوت انتخابي هنا أو هناك بل المسألة أعمق من ذلك بكثير .. إنه نوع من أنواع المظهرة أو البرستيج أو من يتصور أن صفة نائب تهدف إلى مجرد المنظرة أو البرستيج بل إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير كثير.. فهم جميعا يتطلعون إلى زيادة حجم ثرواتهم أضعافا وأضعافا بفضل هذا العامل الساحر "أي الدولار" لذلك كل منهم يهدد الآخر بالاغتيال أو بالإلقاء في بحر الظلمات أي المحيط الأطلنطي كما هو معروف عندهم ..أما أن يجيء من يقول إن هذا يؤيد ترامب وذاك يقف مع بايدن فاعلم أن وراء التأييد والمساندة تلالا من انعدام  المبادئ وجبالا من انعدام الأخلاق وترسيخا للسياسة الميكافلية التي تقول "الغاية تبرر الوسيلة".. 
*** 
و..و..شكرا