قلنا مرارا وتكرارا أننا سوف نقدم من خلال هذا المقال الجريء.. أو عبر أحاديث وتصريحات بثتها المواقع الإخبارية أو قنوات التليفزيون ومحطات الإذاعة.
أكرر.. قلنا مرارا وتكرارا إن المشاكل التي تظل معلقة عبر معارك ساخنة سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو أمنية لن تحسمها الحروب –أي حروب- حسما باتا وقاطعا.. بل الأمر كله ينشط بعد أن تخمد نيران المدافع ويهدأ صليل السيوف أمام موائد المفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة والتي يضع كل طرف تصوراته واقتراحاته.. وطموحاته تاركا القرار النهائي للمجموع.
***
أيضا يقولون إن المفاوضين الأمريكان مهما علت مناصبهم حاليا لا تكون لديهم التفصيلات أو الأبعاد أو الخلفيات التي تعين على اتخاذ القرار السليم.
لذا.. يأتي رئيس الدولة على سبيل المثال ومعه طاقم سكرتارية ومستشاريه وعلى رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات المركزية وكل منهم يحمل أربعة اقتراحات تتعلق بالحل الذي تسعى المفاوضات للوصول إليه وطبعا وفقا للنظام السائد هناك رئيس لا يريد أن يرهق ذاته كثيرا فيوافق على الخيار الأول ويمضي ومن ثم تنفض الجلسة.
على الجانب المقابل هناك رئيس آخر يهوى معرفة ما يدور حوله.. أو ما يتعلق بمصير بلاده الذي هو رئيسها.
***
وبما أن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل وطيدة منذ قديم الأزل فإن الرئيس بايدن يأخذ الموقف المساند لها على طول الخط..
ولعلنا لمسنا طوال فترة العدوان والإرهاب الإسرائيلي على غزة وأهلها أن جميع التصريحات التي صدرت عن الرئيس بايدن كلها تقول إن حماس ليس لديها من سبيل سوى أن تغادر مكانها وبعد ذلك تعمل إسرائيل ما يحلو لها..
***
هنا يجيء القائد الفاهم الواعي والذي يثق في نفسه ثقة فوق ثقة الآخرين وأكثر وأعني به الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يرى أمام عينيه لهيب النيران يزداد اشتعالا يوما بعد يوم مما ينذر بشرر مستطر هائل ولا شك فبادر بالاتصال بالرئيس بايدن وحرص على أن يشرح له خطورة قضية الشرق الأوسط على العالم وفي مقدمته أمريكا وأحسب أن الرئيس السيسي استشعر بعد اتصالات متعددة واستغرقت فترة زمنية طويلة أن الرئيس بايدن سوف ينحاز للحق ويبتعد عن هذا التأييد الصارخ لإسرائيل والذي أكد هذه الشواهد أكثر وأكثر ذلك الاتصال الذي أجراه الرئيس بايدن بالرئيس السيسي في ساعة مبكرة بعد صباح الأربعاء الماضي وكأن لسان حاله يقول إنه في طريقه لمؤتمر صحفي دعا إليه ويهمه أن يتابع الرئيس السيسي فعالياته.
***
وبعد نحو 4 ساعات كان الرئيس بايدن يقف أمام الصحفيين الذين يشهدون القمة الأمريكية-الصينية معلنا بصوت عالٍ أو بالأحرى "صوت مدوي" أنه أوضح لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي وأنه سيكون من الخطأ احتلال غزة.. واستطرد: لقد طلبت من إسرائيل أن تكون حذرة للغاية في عملياتها العسكرية.
***
طبعا اللهجة تغيرت بنسبة 360 درجة مئوية وواضح أنه لم يصل إلى مرحلة الإدلاء بهذه التصريحات إلا بعد أن استمع وتابع وقارن وحلل..
عموما.. انتظروا الأيام القليلة القادمة لتجدوا أن القضية الفلسطينية أصابها تغير لم يكن أصحابها يتوقعونه من قبل أو.. أو حتى يحلمون به.
***
و..و..شكرا