حينما يلقى 165 شخصًا حتفهم خلال 24 ساعة.. فلا يمكن أبدًا الزعم بأن القوات الغازية -مهما بلغت ضخامتها وقوتها وعنفوانها -قد حققت انتصارًا..!

بتاريخ: 13 أغسطس 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

حينما يلقى 165 شخصًا حتفهم خلال 24 ساعة.. فلا يمكن أبدًا الزعم بأن القوات الغازية -مهما بلغت ضخامتها وقوتها وعنفوانها -قد حققت انتصارًا..!

بصرف النظر عمن يكون القاتل ومن المقتول.. فإن تزايد العنف فوق أرض العراق.. إنما يؤكد أن «الأمريكان» عندما اتخذوا قرار الحرب فقد استبد بهم الغرور للدرجة التى افقدتهم القدرة على التمييز وجعلتهم عاجزين عن الحكم على الأشياء أحكامًا صحيحة وموضوعية.

* * *

صحيفة «لوس أنجيلوس تايمز» قالت فى عددها الصادر أمس إن الخبراء العسكريين سبق أن أعربوا عن مخاوفهم أثناء الإعداد لاجتياح العراق فى العام الماضى من أن ينجرفوا إلى صيف الخليج القائظ.. لكن ها هى قواتهم تتعرض لضربات الشمس الموجعة والقاسية التى تودى بحياة الكثيرين خصوصًا مع عمليات القتال الدائرة فى النجف حاليا حيث ترتفع درجة الحرارة أكثر، وأكثر..!!

* * *

تقول الصحيفة إن «الدرع المصفح» الذى يغطى به الجندى جسده يزن إلى جانب المعدات التى يحملها نحو 30 كيلو جرامًا مما يؤدى إلى زيادة درجة الحرارة بخمس درجات إضافية أما بندقية «إم 16» فهى نفسها بالغة السخونة..!

* * *

فى مناطق المقابر بالنجف المحاصرة يواجه الأمريكيون بمقاومة شرسة من جانب أعوان مقتدى الصدر.. وهم لا يجدون ملاذًا سوى عربات «الهامر» شديدة الحرارة أو الأضرحة الضخمة التى تطاردهم بداخلها أشباح الموتى الذين باتوا يتصورون بأنهم يحدقون فيهم بعيونهم..!

الكابتن «باتريك ماك فول» الذى صرخ قائلاً وهو يقف بجوار إحدى المقابر الاسمنتية المكسوة بالعشب، «إنه أمر يؤلم النفس أن يكون ذلك هو مصير شخص ما».. وطبعا لم يوضح من يكون الشخص المقصود.. ترى هل هو نفسه الذى يختبىء بين الأموات.. أم الذين غادروا الحياة بالفعل واستراحوا منذ زمن بعيد من هم الاحتلال الثقيل..؟!

* * *

وفى النهاية تبقى كلمة:

إنها «الحرب» بكل تداعياتها، وأشجانها، وكوارثها.. وقد كان فى مقدور أمريكا تفاديها لكنها الرغبة الجامحة فى ممارسة الانتقام.. وتصفية الحسابات.. والإصرار على تسيد العالم بغير حق!