*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*ألا يكف الطرفان عن أساليب الغرور.. والصلف.. و..و..العناد؟!
*مواجهة صريحة وحاسمة للمجتمع الدولي
*الرئيس السيسي يعيب على عجز هذا المجتمع إزاء الاعتداءات القاسية في غزة
*مصر كلها بقيادتها ومؤسساتها الدستورية والتنفيذية في صوت واحد:
حذارِ من الاقتراب.. من الأرض المقدسة
*نتنياهو يخضع للضغط الشعبي ويضطر لتوقيع اتفاق تبادى الأسرى ويقول:
إنه يوم من أسوأ الأيام على إسرائيل
*الإرهابي.. إرهابي.. مازال يذبح الفلسطينيين
لماذا لا يريدون أن يفهموا أن الدنيا أصبحت غير الدنيا منذ ثلاثين أو أربعين عاما.. أو حتى قبل عشرين عاما..؟!
لماذا لا يحاولون تحكيم عقولهم.. ويدركون أن أساليب القهر والإذلال والسرقة بالإكراه لم يعد لها مجال في هذا الزمن؟!
..ولماذا لا تسود نغمة في العالم الذي يصفونه بالمتحضر تقول إن استغلال القوي للضعيف والحصول على ثرواته لم يعد مقبولا بحال من الأحوال؟!
والدليل أن إسرائيل لم تكن تتوقع أبدا أن يصيبها ما أصابها يوم 7 أكتوبر الماضي.. فقد ألجمتها مفاجأة صواريخ الفلسطينيين التي لم تحسب حسابها ومع ذلك ظلت تكابر وتعاند وتتحدى كل القيم والشرائع والأخلاق وفي النهاية اضطر بنيامين نتنياهو للخضوع للضغط الشعبي داخل الأرض التي تحتلها عصابته قسرا وزورا وظلما وبهتانا ودون أن يجد ما يمحو به القلة القليلة من حمرة الخجل.
الأغرب.. والأغرب أن كل ما حدث وما يحدث حاليا وما يمكن أن يحدث مستقبلا يعزونه إلى ما أسموه المجتمع الدولي وهو بكل المقاييس مجتمع لا يقدم ولا يؤخر..
وقد أحسن الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما واجه هذا المجتمع بكل صرامة وحسم قائلا:
لقد كشفت المشاهد القاسية في قطاع غزة عجز المجتمع الدولي إياه للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال للامتثال لقرار مجلس الأمن 2712 الذي دعا للتوصل إلى هدنة وإنشاء ممرات إنسانية ممتدة في جميع أنحاء غزة.
وهنا أود أن أؤكد حقيقة واضحة وضوح الشمس وهي أن لولا الجهود التي بذلها الرئيس السيسي طوال الليل والنهار واتصالاته التي لم تهدأ بكل زعماء العالم لا سيما الذين لديهم علاقات قوية بإسرائيل لبقي الحال كما هو عليه ولما أقدم بنيامين نتنياهو على الرضوخ صاغرا لتوقيع اتفاق تبادل الأسرى بينما يقول ودموع التماسيح تغمر عينيه.. إن هذا أسوأ الأيام بالنسبة لإسرائيل..
وأنا شخصيا أتفق مع نتنياهو فيما قاله حيث لم تجد سياسة الغطرسة والتجبر والكبرياء.. بأي فائدة تذكر.
***
الأهم.. والأهم أن مصر وقفت كلها كعادتها دائما وقفة رجل واحد عندما استشعرت أن ثمة خطرا يحوط بها وبشعبها.. مجلس الوزراء.. مجلس النواب.. مجلس الشيوخ .. الأحزاب السياسية عن بكرة أبيها.. مؤسسات المجتمع المدني .. كل هؤلاء أعلنوا وقوفهم خلف القائد يؤيدونه ويؤازرونه ويعهدون إليه باتخاذ كافة الإجراءات التي يراها كفيلة بحماية أرضه المقدسة.
نعم.. أرضنا المقدسة والتي يحرسها بفضل الله ورعايته أسود شجعان.. قادرون على قطع أي يد تحاول الاقتراب من حبة رمل واحدة.
وإلا فهم الذين يدفعون إسرائيل للتصرف في منطقة الشرق الأوسط تصرفات خسيسة دون أي سند قانوني أو أخلاقي أو سياسي .. في رأيي أنها سوف تظل تحاور وتناور لكن لن تمر سوى فترة زمنية قصيرة إلا وتضطر للاعتراف بحل الدولتين.
الآن رغم التأييد الصارخ من جانب أمريكا إلا أن الرئيس بايدن بدأ يذكر حل الدولتين وكيف أن هذا الحل هو السبيل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
نفس الحال بالنسبة للرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا وأغلب دول الاتحاد الأوروبي.
ومرة أخرى نكرر ونكرر.. أن إسرائيل إذا لم تبادر خلال هذه الأزمة في الرجوع إلى صوت العقل وتبتعد عن سياسة الإرهاب والتطرف والتهجير القسري فلن تجد فيما بعد قارب نجاة واحدا يمكن أن يصل إلى شط الأمان.
***
أما فيما يتعلق بالإخوة الفلسطينيين فأود أن أقول لهم:
رغم أن لي تحفظات عديدة بالنسبة لكم شأني شأن كثيرين غيري إلا أنكم بلا شك استطعتم تحريك قضيتكم من جديد وإحيائها بعد موات دائم.
نعم.. لقد سقط الآلاف من شعبكم ضحايا انتقام فاحش وضار لكن حجتكم في ذلك تظل محل تقدير ..فالشعوب لا تفوز مجانا.. ولكن لابد من دفع الثمن غاليا.
يكفيكم الآن.. أن الصامتين أخذوا يتخلون عن سلبياتهم والمذعورين استشعروا أن نيران الخطر قد تصيبهم إن آجلا أو عاجلا.. فبدأوا يتحلون بالشجاعة والإقدام ولكن.. أكرر ولكن هذه كلمة أخيرة:
اتفقوا.. واتحدوا.. وتضامنوا.. وانبذوا خلافاتكم.. وإذا لم تفعلوا ذلك فإنكم الذين يشجعون الطرف الآخر على أن يمارس ضدكم نفس سياسة القهر والإذلال والتعذيب اللهم إلا إذا كانت هذه السياسة ثروتكم أو تكسبون من ورائها أرباحا غير معلومة المصدر.
***
و..و..شكرا