السؤال الذي يراودني كثيرا.. وأعتقد أنه يراود غيري:
التصريحات التي يدلي بها بنيامين نتنياهو بين كل فترة وأخرى.. هل هو مقتنع بها وهل هو متأكد من صدقها؟!
مثلا.. نجده يمشي وهو يتفقد جنوده على جبهة القتال ليعلن أمامهم.. أنه لن يقبل سوى هدنة واحدة..وبعد انتهاء مدتها .. سيعود لتكسير عظام حماس حتى يقضي على أعضائها قضاء مبرما في نفس الوقت الذي يبعث فيه ببعض أعوانه إلى مجموعة الوساطة لحثهم على تكرار الهدنة.. مرة..ومرتين وثلاثا..!
أيضا منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن.. وهو يملأ الدنيا صياحا بأن الأنفاق التي أقامتها حماس زاخرة بالمعدات والأسلحة والذخائر غير المصرح بها دوليا وعندما أراد بعض أصدقائه الأمريكان التأكد من كلامه فوجئوا أن هذه الأنفاق خاوية على عروشها..
وهكذا دواليك.. تهديدات وتحذيرات زائفة وإفك وضلال بينما الواقع سيظل مختلفا تماما حتى عندما رأت لجنة الوساطة ذاتها تأجيل موعد سريان الهدنة من يوم الخميس إلى الجمعة كان نتنياهو هو الذي يرتدي مسوح الشجاعة الزائفة أول المرتجفين جسديا ومعنويا ونفسيا لأن التأجيل يعني أنه وعصابته وأهله سوف يظلون في مرمى نيران كتائب القسام طوال يوم الخميس وطوال ليله وهو ما يربك جيش الدفاع الإسرائيلي "الشجاع" الذي لا يقهر..!
***
من هنا.. إذا كان مؤيدو إسرائيل والمنحازون لها وأصدقاء نتنياهو كما هو يردد دائما جادين بحق في إقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط عليهم أن يختاروا شخصا غير نتنياهو يكون متوفرا لديه نوع من الأمانة والمصداقية..
..و..والرحمة..!
وطبعا.. سيجيء كل هؤلاء ليرفضوا أي بديل لنتنياهو وهنا أقول لهم:
إذن لا تنتظروا سلاما أو عدلا أو استقرارا أو أمنا أو أمانا.. أو.. أي شيء..!
***
على أي حال.. إذا توفرت النوايا للأزمة العاتية التي تمر بها القضية الفلسطينية فواجبنا جميعا أن نقوم بالبناء عليها .. سياسيا ومنطقيا وإنسانيا وإلا عدنا إلى المربع صفر..
أما إذا تحركنا خطوة واحدة فإن الأمل قد يشع رويدا.. رويدا..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
أريد قبل أن أنهي هذا المقال التركيز على عدة حقائق أساسية وبالغة الأهمية:
*أولا: مصر تبقى دائما المرجع والملاذ والمصير لأشد الأزمات تعقيدا وهي قادرة على الحل بإذن الله.
*ثانيا: القيادة المصرية لا تخشى في الحق لومة لائم فقد وقف الرئيس السيسي خلال الأيام الماضية معلنا الرفض البات والقاطع لتصفية القضية الفلسطينية..ليس ذلك فحسب بل إنه محاولة تصدير الأزمة إلينا عبر سيناء الحبيبة فهذا مرفوض مرفوض لأنه يودي بالمنطقة بل وبالعالم إلى أخطر الطرق..وأكثرها وعورة ومع كل عبارة من تلك العبارات مصر كلها تردد:
لقد أعذر من أنذر.. حقا لقد أعذر من أنذر.. ودعواتنا جميعا أثناء صلاة الجمعة اليوم بأن تظل مصر الغالية عزيزة.. كريمة.. أبية.. شامخة.. قوية.. قادرة..
***
و..و..شكرا