مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 26 نوفمبر 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

قال د. محمد معيط وزير المالية أمس كلاما مهما.. يبعث السرور في قلوب الناس.. ولا أدري لماذا لم تهتم الصحف بتصريحات د. معيط اهتماما يليق بها لاسيما وأن الرجل يؤكد أنها موثقة ومعروفة في ميزانية العام الماضي التي انتهت في يوليو عام 2023.
وهنا أتساءل: هل السبب يرجع إلى أن الميزانية المذكورة انتهى العمل بها وأصبحت مجرد ماضٍ أم أن ما بها من بيانات تعكس مدى تحسن الحياة المعيشية لدى المواطنين؟!
*** 
قال د. معيط ضمن ما قال إن نسبة العجز في هذه الميزانية تراجع إلى 6% وهذا يدعو إلى التفاؤل ولا شك في نفس الوقت الذي بلغ فيه معدل استثمارات الصحة  والتعليم 8,2% لكل منهما.
ومع ذلك فإن الأسئلة التي تدق الرؤوس بعنف:
هل أثرت تلك المؤشرات الإيجابية على تخفيض الأسعار مثلا أو على تراجع الدولار أمام الجنيه أم توفير الأدوية الناقصة في السوق المحلي؟!
المفترض طبعا أن يكون الرد على هذه الأسئلة بالإيجاب وليس العكس.
وهنا أذكر د. محمد الرزاز أشهر وزير مالية في الستينيات الذي كان يصدر قراراته الكفيلة بالإصلاح الاقتصادي في تكتم شديد ومهما كنا نحاول إقناعه بإذاعتها على الملأ إلا أنه ظل على سياسته طيلة فترة بقائه في الوزارة والتي أعتقد أنها استمرت حوالي ست أو سبع سنوات.
إذن فإن نهج د. معيط أفضل وأحسن لأنه لا يخفي الحقائق بل في نفس الوقت الذي لا يشرح فيه الأبعاد والخلفيات شرحا وافيا يرضي الجماهير.
*** 
على أي حال فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي مرشح الجماهير لفترة رئاسية جديدة يقوم بالواجب من ناحيته من خلال المبادرات التي يطلقها بين كل آونة وأخرى مثل مبادرة علاج فيروس سي ومبادرة حياة كريمة التي يمكن القول إنها بالفعل انتقلت بملايين المواطنين من أحوال بائسة متواضعة إلى حياة خير وأمل وتفاؤل وكذلك الاستمرار في القضاء على مشكلة العشوائيات ببناء مساكن حضارية لأهلنا وأقاربنا وجيراننا بتكلفة مالية بسيطة فضلا عن المدن الجديدة التي انتشرت في ربوع مصر كلها.
وغني عن البيان أن المواطن يريد أن يلمس تغيرا جذريا ونوعيا في حياته لاسيما وأن معظم الناس لا يفهمون كثيرا في لغة الأرقام أو في جداول الرسم البياني التي توضح نتائج المقارنات بين اليوم والأمس.
وما يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يتابع ظاهرة ارتفاع الأسعار أولا بأول ويصدر توجيهاته المستمرة بالعمل على خفضها حتى في ظل هذه الظروف الطارئة التي يتعرض لها العالم أجمع.
أيضا حرصه وإصراره على ضرورة استكمال المشروعات القومية العملاقة نظرا لما توفره من فرص عمل للشباب وما تقدمه من إنتاج زراعي وصناعي يتزايد حجمه أولا بأول.. وبذلك فإن العلاج لا يكون وقتيا أو يدخل في إطار المسكنات بل هو دائم  ومستمر ويدخل في صميم المنظومة الاقتصادية.. أولا بأول غير معترف لا بالمسكنات ولا بالمهدئات ولا شيء من هذا القبيل.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
ما يطمئننا نحن المصريين أننا نعيش كلنا كتفا في كتف وروحا بروح نلتف حول القائد الذي عهدنا إليه بالمسئولية الثقيلة وإن شاء الله نحن وهو سوف نحقق ما نصبو إليه بالعلم والعمل والإصرار والتحدي.
*** 
و..و..شكرا