مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 03 ديسمبر 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

حينما تصدت الدولة في مصر لمشكلة العشوائيات فلم يكن هدفها عشوائيات المكان والإقامة وما نتج عنها من تداعيات موجعة مست صميم الحياة في حد ذاتها.. بل اتجهت ببصرها إلى عشوائية السلوك والعمل والدراسة والبحث العلمي وغيرها وغيرها.
*** 
أقول ذلك بمناسبة ما شهدناه خلال الثلاثة أيام الماضية حيث أقبل المصريون في الخارج على الإدلاء بكل حماس وقناعة ورضا وطيب خاطر.
طبعا.. لم يأت ذلك من فراغ بل لأن الإعداد  لهذه  الانتخابات سواء بالنسبة لمقيمي الخارج أو أهلهم وذويهم في الداخل منذ فترة طويلة .. 
لقد جهزنا المناخ العام تجهيزا علميا جيدا ومهدنا الأرضية  حتى تكون ملائمة للتغيرات والتطورات.. وقد كان.
*** 
من هنا عندما كنا نقول إن المصريين في الخارج سيتدفقون على صناديق الانتخابات فلأننا نعلم أن العلم له مردود في شتى مجالات الحياة وما يحسب لهذا الشعب الأصيل أنه استوعب الفكرة وخبر كل مراحل التطبيق وقد غمرت السعادة كل فرد من أفراده.
ومع ذلك فإن ما يجدر الإشارة إليه بكل فخر وإعزاز أنه لم تحدث مشكلة واحدة طوال أيام الإدلاء بالأصوات في الخارج.. بل بالعكس الكل كان يتسابق من أجل أن تصبح الصورة جميلة.
وإن شاء الله تتكرر الصورة الحلوة في شتى مجالات الحياة..
***
 ثم.. ثم.. ها هي انتخابات الداخل على الأبواب والسؤال:
تُرى.. هل ستجرى بنفس المستوى والفكر الحضاري والغيرية الاجتماعية والمشاركة الوجدانية.. مثلما جرت عليه خارج حدود الوطن؟!
بالطبع.. نعم وألف نعم.. فالعلم لا يخطئ إلا فيما ندر  والصدفة إذا لم تكن متسقة مع الواقع فلا يستطيع صاحبها التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
يعني باختصار شديد.. مصر تستعد للخروج للعالم ومعها كل تباشير الخير والأمل والتفاؤل بإذن الله.
وإذا افترضنا أن السؤال يتبعه سؤال:
وهل الانتخابات تملك تلك العصى السحرية التي تنقل المجتمع من حالة السكون والجمود إلى آفاق الغد الشاسعة والمضيئة؟!
مرة أخرى أقول: نعم.. لماذا؟
لأن الناس يطمئنون إلى حاضرهم ومستقبلهم عندما يوقنون أن من يتولى زمام أمرهم "رجل صادق وأمين" وعلى خلق كريم ويخشى الله في أقواله وأفعاله.. 
لذا.. عندما تعلن نتائج الانتخابات فسوف يزداد الالتفاف حوله أكثر لأنهم يدركون بأن كل الأصوات التي حصل عليها صحيحة 
مائة في المائة ولا توجد بها شبهة حرام واحدة..
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
بعد أن وصلت السفينة إلى أقصى درجات بر الأمان هل تحتاج المرحلة الجديدة إلى تغييرات جذرية واسعة أم يبقى الحال على ما هو عليه؟!
ما أعرفه أن الدستور لا ينص على تشكيل حكومة جديدة بعد إعلان فوز الرئيس..
لكن رأيي: أن الأوفق والأفضل أن يكون كله "جديد في جديد". 
وعلى الله قصد السبيل..
*** 
و..و..شكرا