*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*قراءة.. في كتب تاريخ "ممزقة"!
*ما يحدث الآن من جانب إسرائيل هو نفسه منذ 75 عاما
*مؤيدوها.. لم يتغيروا.. وأيضا المنافقون يرجون ودها
*أطفال يزج بهم في السجون وسيدات يعشن في زنازين 15 سنة ولا أحد يعترض!
*للأسف.. كل التصريحات في صف إسرائيل لذلك فهي مستمرة في غيها وضلالها!
*هل معقول أن تمضي عمليات القتل والذبح بلا هوادة؟!
*نتنياهو كلما تعرض لضغط شعبي صب جام غضبه على الفلسطينيين!
*كسينجر ود.أبو العينين.. وأنا
*قالوا عنه الدبلوماسي المكوك ومهندس السياسة الأمريكية.. ومحاضرة كاملة عنه في جامعة عين شمس
يقولون في الأمثال منذ الزمن التليد إنك إذا أردت أن تأمن كمائن قوم.. عليك النظر في ماضيهم بل وماضي ماضيهم لتتبين كل أساليبهم في الحياة وسلوكياتهم إزاء التصرفات العادية وغير العادية وشرحهم فيما يضعونه في حسبانهم خلال السنوات القادمة سواء أكانت قرونا أو عقودا أو واحدة بواحدة.
***
من هنا.. لو طبقنا ماذا يعنيه هذا المثل ودرسنا أحوال وأوضاع الإسرائيليين نجدهم يخططون ويتآمرون ويلفون ويدورون لكي يكونوا هم أصحاب الديار ولا أحد غيرهم فيضمنون تأييد الدول الغربية لهم منذ اليوم الأول لإعلان قيام دولة إسرائيل لم يتوقف لحظة بل يكفي أن كانت أمريكا أول من بادر بالاعتراف بدولة إسرائيل وجاء هذا الاعتراف على لسان رئيسها ترومان في نفس الوقت الذي دفع فيه العرب بجيوشهم لطرد إسرائيل فإذا بهم يرسخون وجودها من خلال معارك عسكرية لم تتوقف إلا بعد هدنة تبدأ من 11 يونيو 1948 لمدة أربعة أسابيع.
لكن كما هو حال إسرائيل دائما فقد قبلت الهدنة نظريا بينما الواقع العملي يقول إنها ظلت تشن غاراتها وتدفع بجنودها إلى جبهات القتال حتى أعلنوا انسحابهم في انتظار قرار إلهي ينقذهم مما وصلوا إليه.
عموما لم ينتظروا طويلا إذ سرعان ما تجدد القتال يوم 10 يونيو 1948.
***
لعلكم تلمسون أن هذا هو ما يدور تقريبا هذه الأيام..
هدنة أربعة أيام تتجدد مرة أو مرتين بينما إسرائيل لم تتوقف عن القتال.. الذي مازال دائرا حتى كتابة هذه السطور.
***
وما يشد الانتباه أن تصريحات أمريكا المؤيدة لإسرائيل والتي جاءت على لسان رئيسها هاري ترومان في ذلك الوقت هي نفسها التي يرددها حاليا.. جو بايدن.
وعلى مدى هذه الفترة الزمنية ظلت سياسة أمريكا كما هي.. كما هي.. حتى جاء الآن الرئيس الحالي ليعلن في كل مرة أن بلاده تؤيد إسرائيل حتى إذا أراد مجاملة العرب في لحظة ما أو يوم ما تجده يقول ما يرضي إسرائيل ولا يرضي الفلسطينيين.
***
من هنا عندما يحدث ولو صدفة أن يؤيد أمريكان هذا الزمان إسرائيل في حربها ضد حركة حماس فإنهم في أعماقهم متفقون على أنه كلام للاستهلاك المحلي بينما الموقف المعلن ثابت.. ثابت.. وليس هناك أي مجال للإفلات منه.
***
ومع ذلك فرغم ازدياد الأوضاع سوءا ورغم تجاوزات إسرائيل الصارخة في حق كل شيء فما يثير الدهشة والعجب بل ووأد كل القيم المعروفة وغير المعروفة أن يشاهد الناس في كل بقاع المعمورة كيف أن إسرائيل تزج بطفل عمره 4 سنوات في سجن مشدد الحراسة ولا تفرج عنه إلا بعد أن يكون قد أتم 18 عاما ليفاجأ بأن الأم التي في انتظاره خارج باب السجن تكاد لا تعرف ملامحه فتتقلب مشاعر الفرح والبهجة إلى أحاسيس الحزن والانكسار والاستسلام البغيض.
نفس الحال بالنسبة للفتيات والسيدات.. إذ يعني إيه أن فتاة عمرها 12 عاما يزج بها في المعتقل لتلقى كل ألوان العذاب المادي والمعنوي وعندما تغادر السجن وبعد أن وصل عمرها 28 عاما تنظر في ركن مظلم بداخله وكأنها لن تعيش حياة جديدة رغم قرار الإفراج؟!
ومع ذلك تنصرف إدارة السجن عما جرى فتجدهم يوفدون لها مندوبا للحصول منها على إقرار بالاستمرار وراء الأسوار.. وهكذا تنقلب الحياة من النقيض إلى النقيض وتتبدل إلى حياة القهر والذل والهوان وأيضا لا أحد يهتم.
***
والآن اسمحوا لي أن أدعوكم إلى استراحة قصيرة عسى أن تهدأ الأعصاب قليلا وعسى أن يعود الباغون إلى مسيرة الأمن والسلام.
في أوائل عام 1974كنت أعمل مندوبا لهذه الجريدة الغراء في المطار وقتها لم نترك صغيرة وكبيرة إلا قمنا بتغطيتها صحفيا..
وقد شاءت الظروف أن يتعرف علي د.أمين أبو العينين رئيس تحرير "الاجيبشان جازيت" في ذلك الوقت ويطلب مني تغطية أخبار المطار إلى جريدة "الاجيبشان جازيت" التي تصدر باللغة الإنجليزية عن نفس المؤسسة أي مؤسسة دار التحرير وذات يوم جاء كسينجر إلى المطار ومعه طاقم المساعدين ولا أعرف كيف اقتحمت الجدار الأمني لأقف وجها لوجه أمام كسينجر.
سألته:
ماذا تتوقع بالنسبة للمستقبل؟
أجاب في هدوء:
المستقبل بيد الله.. ثم أعطاني هذا الشريط المسجل الذي يضم تصريحاته كلها .
أخذت الشريط "الثروة" وأنا أطير فرحا حتى وصلت إلى د.أمين أبو العينين في مكتبه وما إن استمع إلى صوت كسينجر حتى قفز من مقعده وقد تهللت أساريره.. حيث كان نفس الشريط يضم كافة أحاديث وتصريحات وحوارات كسينجر التي رأى فيها د.أبو العينين مادة صحفية دسمة
وكذلك مادة يتولى شرحها وتحليلها لطلبة كلية عين شمس التي كان يعمل أستاذا بها بجانب رئاسته لتحرير الجريدة.
دنيا..!
***
و..و..شكرا