وهكذا يؤكد شعب مصر مع بزوغ فجر كل صباح أنه يفوق التوقعات.. أو بالأحرى فاق كل الحسابات النظرية وغير النظرية..
ولعل أبلغ دلالات أو براهين ثباته.. استقراره وتفوقه.. وازدهاره.. تلك التابلوهات الرائعة التي أجاد رسم خيوطها وخطواتها بكل قدرة واقتدار وذلك حينما تدفق أبناؤه على صناديق الاقتراع الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية لمدة جديدة ابتداء من الساعة التاسعة صباح أمس ليأخذوا دورهم بكل دقة وانضباط رغم أنهم يعلمون جيدا أن أبواب اللجان الانتخابية لم تكن تفتح أبوابها قبل العاشرة صباحا..
لقد تدفق أبناء هذا الشعب الأصيل على مقار اللجان الانتخابية لكي يثبتوا للقاصي والداني في شتى أرجاء الدنيا أنهم حريصون خلال المرحلة الجديدة من حياتهم على ترسيخ معاني وأسس وقواعد الحرية والديمقراطية وأنهم يرفعون جميعا مع بعضهم البعض رايات الأمن والأمان والاستقرار.
***
طبعا لا يريدون العودة إلى بعضٍ من ركامات الماضي القديم أو الحديث عندما انفلتت المعايير واختلط الحابل بالنابل وكيف أن أفراد العصابة التي استولت بالحديد والنار على مقاعد الحكم ولم يكتفوا بذلك بل أقدموا هم أنفسهم في خسة ونذالة على ارتكاب أبشع وأشنع جرائم القتل والنسف والتدمير وانتهاك الحرمات.
أقول.. رغم أن أبناء هذا الشعب الأصيل وضعوا في اعتبارهم إسقاط تلك الفترة ذات السواد الحالك من تاريخهم الذي يشع نورا وضياء إلا أن الظروف استدعت وقفة عند مفترق الطرق التي تحتم إمعان التأمل في أهمية الفصل بين ما كان وبين ما يكون وما سيكون بإذن الله.
***
على الجانب المقابل.. لقد جاء أبناء الوطن وبناته ليعلنوا في صفوف متراصة أن المرحلة الجديدة من تاريخ هذه الأمة سوف يصنعها أناس أكفاء تخلوا عن أية نزعة من نزعات الذات.. بقيادة من يركز جلّ همه على أن تكون مصر هي بحق" أد الدنيا" في كل زمان ومكان..
***
في النهاية تبقى كلمة:
انتبهوا أيها السادة فأنتم اعتبارا من يوم الأربعاء القادم مطالبون باتباع كل ما هو جديد وتطبيق ما استقرت عليه معاني الحق والجمال والعدل والإخاء والمساواة..و..و..
وأهلًا بجمهوريتنا الجديدة التي لن تغيب عنها شمس الوفاء والازدهار والنماء والاعتزاز .. شمس مصر العزيزة.
***
و..و..شكرا