لعل من بين ما أسفرت عنه أهم عملية انتخابية على مستوى العالم وذلك طيلة خمسة أو ستة عقود زمنية
وأعني بها الانتخابات التي انتهت منذ أيام في مصر لاختيار رئيس الجمهورية لفترة جديدة قادمة.
أقول .. أهم ما أسفرت عنه تلك الانتخابات أن أصبح كل واحد من المصريين معتز بذاته ويقدر إمكاناته وأنه عامل مؤثر في المجتمع عكس أيام زمان عندما كانت تجرى مثل تلك الانتخابات بصرف النظر عن إشراك المواطنين شراكا حقيقيا أو تزييف الواقع القائم واستبعاد هذا المواطن وغيره بل ومعاملته كأنه مجرد "صفر" في دائرة مغلقة أو صوت مكتوم ضمن صفوف أخرى عديدة معظمها إن لم يكن كلها بمثابة ديكور لا يقدم ولا يؤخر.
***
الآن الناس -كل الناس - استشعروا في ظل اللافتات الضخمة والندوات التي لا تتوقف ليلا أو نهارا وزيارة المرشحين لهم سواء في منازلهم أو مقار عملهم أن مسيرة الوطن لا يمكن أن تتم بدونهم.
***
من هنا دعونا نمعن التأمل في وجوه بعضنا البعض لنرى كيف أن البسمات تكسو الشفاه وكأن القوم كلهم يستعدون لبدء حياة جديدة يسودها الأمل والتفاؤل الجميع فيها متساوون في الحقوق والواجبات وبالتالي تصبح القدرة على تحمل المسؤولية وسيلة وغاية في آن واحد.
***
أيضا.. سوف تتلاشى أهم أحاسيس الخوف ومشاعر التوتر من بين جنبات الأفئدة حيث إن هذا الإجماع على اختيار المرشح المفضل جاء نتيجة قناعة ما بعدها قناعة على أنه القادر بشجاعته وإيثاره واستعداده للتضحية في سبيل مصلحة الوطن والمواطنين بحيث لن يجرؤ أحد على الاقتراب منهم.. وبالتالي ينامون الليل وهم مطمئنون على أحوالهم وأحوال عيالهم.
على الجانب المقابل فإن نفس هؤلاء القوم يتطلعون إلى حلول جذرية لمشاكل بعينها وهم في جميع الأحوال يقدرون أن جزءا من هذه المشاكل ناتج عن برامج الإصلاح الاقتصادي التي عاهدوا وتعهدوا على تحمل تبعاته فصبر جميل وبتكيف واقعي حتى يتم الخروج من عنق الزجاجة وإن شاء الله سوف يتم ذلك خلال فترة زمنية قصيرة المدة .
والحمد لله أن الرئيس المختار يعيش مع أفراد شعبه لحظة بلحظة.. وطموح يلامس طموحا مما يزيد من أواصر التلاحم والتكاتف لتصبح أية حلول ميسورة ومحققة بإذن الله وتوفيقه.