أحسن الشعب المصري عندما آثر أبناؤه وبناته المشاركة في العملية الانتخابية الأخيرة بمساحات شاسعة ونسب عالية لم يعهدوها هم أنفسهم من قبل.
لذا حرص الرئيس السيسي في أول لقاء على الهواء بينه وبين المصريين على أن يعبر عن افتخاره بهم وعن سعادته الشخصية في آنٍ واحد.
على الجانب المقابل فنحن نقول للرئيس السيسي المنتخب بنسبة جماهيرية عالية إننا لم نكن مثله نشعر بالسعادة فحسب ولكن كانت ومازالت تغمرنا أحاسيس الافتخار ونعتز به لأننا نختار بإرادتنا الحرة قائدا عزيزا خبرنا وخبرناه طيلة عشر سنوات متصلة.
***
في نفس الوقت حرص الرئيس المنتخب وهو يتحدث عن الصورة التي تشع ضوءا وبهاء أن يوضح للدنيا بأسرها أن المصريين وهم يقدمون كل يوم أروع الأمثلة في حب الوطن وترسيخ العلاقة مع باقي الأوطان إنما يرفعون أصواتهم رافضين تلك الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية والتي تعد من أهم عوامل تهديد الأمن القومي المصري.
يعني أراد الرئيس في أولى كلماته بعد إعلان نتيجة فوزه رئيسا لمصر بأنه يؤكد أن مصر لا تترك جيرانا أو عربانا أو شرق أوسطيين نهبا لسفاكي الدماء ومنتهكي الحرمات بل إن وقف هؤلاء عند حدهم غاية قصوى لا تقل أبدا عن تلك المحاولات التي يبذلها المصريون من أجل أن يوفروا لأنفسهم حياة سهلة آمنة.. تسودها مشاعر المحبة والإخاء.
أيضا كأن الرئيس أراد أن يقول لناخبيه وغير ناخبيه إن مصر لا تشغل بالها بمهاترات الصغار الذين تحركهم قوى وجماعات محسوبة على الدين الإسلامي زورا وبهتانا ..بالضبط مثلما استثمر الرئيس أقصى فرصة يؤكد من خلالها أن مصر لن تحيد أبدا عن رفض التهجير القسري للفلسطينيين لأنها ليست قادرة على تكاليف إقامتهم وأكلهم وشربهم بل لأن الفلسطينيين بالذات إذا تركوا أرضهم فلن يعودوا إليها أبدا.
وهكذا وضع الرئيس النقط فوق الحروف بعد ساعات من إعلان اختياره رئيسا لجمهورية مصر العربية.
***
أما عن التعاون الإيجابي من أجل استمرار العمل في بناء الجمهورية الجديدة فالمصريون عن بكرة أبيهم والحق يقال يؤمنون ويوقنون ويتسابقون في سبيل تلك الغاية الكبرى التي تضمن لهم حياة غير الحياة لتكون الجمهورية الجديدة حقا للجميع أي لا تعرف الاستثناء والتمييز.
***
في النهاية تبقى كلمة:
ما إن أعلن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي برئاسة جمهورية مصر العربية حتى انهالت عليه البرقيات والمكالمات التليفونية والإيميلات والواتس اب وغيرها وغيرها أصحابها كلهم يهنئون الرئيس ويتمنون له وللمصريين آفاقا أوسع من الآفاق الحالية وموقعا أكثر تميزا تحت قرص الشمس.
ومن ناحيتي لقد توقفت شخصيا أمام ما قاله الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين الذي لخص الموقف في عمق ويسر موجها كلامه للرئيس السيسي: إن فوزك الساحق في الانتخابات بمثابة مؤشر واضح على التقدير الشعبي لمساهمتك في حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..
ومرة أخرى وأخرى مبروك لمصر ومبروك لكل من بسط يده لها بالحب والإخاء والمودة والذي سيقابل بنفس المشاعر وذات الرؤى الثاقبة الحانية والصادقة.
***
و..و..شكرا