يبدو أن المملكة العربية السعودية كان لديها الحق -كل الحق- عندما وضعت قيودا على تأشيرات العمرة حيث ظلت الأعداد محدودة وبالتالي خف الزحام بالنسبة للطائفين حول البيت الحرام والساعين بين الصفا والمروة وأيضا زوار مسجد الرسول الكريم في المدينة المنورة.
***
أقول ذلك بسبب ما يحكيه لي الأهل والأصدقاء والمعارف عن الآلاف المؤلفة الذين وصلوا إلى مكة المكرمة لكنهم للأسف عجزوا عن أن يؤدوا المناسك في أجواء إيمانية يؤدون خلالها الصلوات الخمس .. طبعا بعد طوافهم بالبيت العتيق أو حتى قبل الطواف أما حكاية وصولهم إلى الحجر الأسود ومحاولة التبرك بلمسه بأياديهم أو تقبيله فقد أصبحا بمثابة معجزة من المعجزات.
***
المهم لقد حاولت السلطات السعودية اتباع وسائل التكنولوجيا الحديثة في تحديد مواعيد للمعتمرين والساعين لكن واضح أنها أدت إلى نتائج عكسية وبالتالي ازدادت المشكلة تعقيدا وانصرف كل واحد للاعتماد على نفسه أو على غيره ممن يملك قوى جسدية أفضل..
المهم.. اختفت مشاعر الروحانية وأصبحت حماية الكتف بالكتف والأيدي بالأيدي والأرجل بالأرجل الأهداف الأولى والأخيرة..!
***
نفس الحال بالنسبة للمسجد النبوي الذي أرادوا تحديد عدد المصلين داخل الروضة الشريفة لكنها مبادرات باءت هي الأخرى بالفشل..
***
من هنا.. فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
إذا كان ذلك هو الحال بالنسبة للعمرة فما بالنا بما سيحدث خلال موسم الحج ونحن نعرف أن الحج أيام معدودات والمناسك تفرض على الحجاج التحرك في توقيتات محددة ومعظمها ضيقة المساحة..مثل المزدلفة ثم مكة من أجل طواف الإفاضة وغيرها وغيرها..؟!
***
على أي حال أنا أقول كلاما قد يتردد البعض في ترديده بصراحة لكن أجد أن الواجب يحتم علىّ وعلى غيري ضرورة نقل صورة الواقع كاملة بالنسبة للركن الخامس من الدين القيم بمقوماته وأساسياته وروحانياته كما أراده الله سبحانه وتعالى عندما قال:" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ".
صدق الله العظيم.
***
و..و..شكرا