تنص المادة الثانية من المشروع المصري على إنهاء الحرب في غزة على إقامة حوار وطني فلسطيني بهدف إنهاء الانقسام وتوحيد صف الفلسطينيين أنفسهم.
يعني واضح أن مصر حسب سياساتها الثابتة والواضحة تدعو إلى ترميم الجسور والقضاء على الخلافات حتى يستشعر الطرف الآخر أنه أمام صفوف متراصة وليس جزئيات متناثرة هنا وهناك.
في نفس الوقت ترى مصر أنه لابد من وقف شامل لإطلاق النار حتى يمكن ترطيب الأجواء قبل الوصول إلى اتفاق شامل وعام في هذا الصدد.
***
لكن السؤال: هل ينتوي الفلسطينيون بالفعل إذابة الخلافات فيما بينهم لاسيما في ظل تلك الظروف الصعبة التي عاشوها ومازالوا يعيشونها تحت قصف المدافع وتفجير القنابل وإصرار الإسرائيليين على محو غزة من الوجود؟!
بديهي المنطق يقول نعم لكن تضارب المصالح وتعدد الاتجاهات وتباين التوجهات قد تساعد على تفعيل العناصر الإيجابية لمدة محدودة من الزمن ثم سرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت عليه وبالتالي يجد الإسرائيليون مبررا لاستئناف العدوان مرة أخرى..!
***
أما فيما يتعلق باستخدام القوة المفرطة فإن ما يثير الدهشة والعجب بشأنها أن مسيحيي العالم وهم كثر لا يحاولون الوقوف ضد إسرائيل وجنودها يعتدون على مقدساتهم الدينية وتلك في حد ذاتها تبقى أجراسا معلقة في الرقاب إلى يوم الدين دون مواقف واضحة وصريحة وحاسمة.
***
يبقى بعد ذلك استخدام إسرائيل الأسلحة الممنوعة دوليا في الحروب لتبث الرعب –كل الرعب- في النفوس معلنة في بجاحة وصلف وغرور أنها فوق الحساب فهل هذا معقول؟!
نعم معقول ومعقول وإلا ما وقف بنيامين نتنياهو بالأمس معلنا بأن الاحتفال برأس السنة الميلادي سيكون بإراقة المزيد من الدماء التي يسجلون من خلالها أنهم مازالوا قادرين على ممارسة جرائم القتل والقتل المضاد وعلى الانتقام انتقاما ضاريا من كل ما يمت للإنسانية بصلة.
***
على أي حال لقد كان بودنا أن يكون عام 2024 عاما يجلب لنا بشائر السعادة لكن طالما يوجد في هذا العالم أشخاص غير أسوياء أمثال بنيامين نتنياهو فلا سلام ولا كلام.
***
و..و..شكرا