الله سبحانه وتعالى خلق الأعياد ليتحاب الناس وتتعارف قلوبهم وذلك بعد أن جمعهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا في بداية الحياة الإنسانية.
ونشر بذور الحب يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق البشرية من أجل تعمير الأرض.. وزراعتها وحتى تضمن الشعوب طعامها وشرابها من خلال أيادي وعقول أبنائها وبناتها.
***
لكن المؤسف بل المخزي والموجع أن تحل علينا أعياد هذه الأيام وسط دماء تتدفق أنهارا بينما يتخذ سافكوها موقف المتفرجين أو بالأحرى الشامتين وكأن عداوة متأصلة تطارد من أراد الله بهم الخير والعدل والجمال والسلام لينقلبوا من النقيض للنقيض.
من هنا فإن الأسئلة التي تدق الرءوس بعنف:
ألهذه الدرجة تعيث إسرائيل كل ذلك الفساد دون أن يجرؤ أحد على إيقافها بل بالعكس إنها ترفع لهجات التهديد والوعيد وكأنها هي التي دون غيرها لها حق إزهاق الأرواح..؟!
من يصدق أن يطلب بابا الفاتيكان بكل ما لديه من قداسة ومكانة رفيعة في نفوس المسيحيين ليطالب إسرائيل بالتوقف عن عمليات القتل والتدمير والنسف بينما على الجانب المقابل يقف بنيامين نتنياهو متباهيا بمجلس الحرب الذي أنشأه ويتولى رئاسته بالبلطجة وتحت آسنة الرماح ويضطر البابا هو الآخر لأن يتوقف عن الكلام..وكأنه يشكو هذا الإرهابي الكبير لرب العالمين؟!
أما الأدهى والأمر موقف الأمريكان الذين جاءوا برئيس كل همه في هذه الحياة أن يوفر السلاح لإسرائيل ويحميهم من أي إجراءات دولية من خلال هذا الفيتو البغيض أو استخداما مفرطا مريعا لقوة عسكرية سوف يجيء عليها يوم بإذن الله تنكسر أو تتمزق أوصالها وتنقطع إربا إربا.
على الجانب المقابل فإن الله سبحانه وتعالى عندما حذر القوم الفاسقين من التمادي في طغيانهم ومن قتل أنبيائهم ورسلهم فإنما أراد أن يقول لهم منذ زمن بعيد :" إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ (1) لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا (4) وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا (5) فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا".
وطبعا لم ينتبهوا ولم يتعلموا الدرس وبالتالي ستصلي أجسادهم نارا حامية..
والأيام بيننا.
***
و..و..شكرا