العلوم العسكرية على حد علمي تقوم من بين ما تقوم على قواعد نظرية تستهدف تحديد المقاصد الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية ..أما الشق الثاني للعلوم العسكرية فيركز على ما يسمى بهيكلة القوة وهي التي توفر المعلومات والقدرات لكل وحدة بحيث تكون جاهزة لدى صاحب القرار في أي وقت.
واستنادا إلى تلك الحقائق.. فإن النماذج الثابتة للعلوم العسكرية تتمثل في أسلوب المبادأة حيث يتولى قائد الوحدة أو الكتيبة شن الحرب أي اتخاذ زمام المبادرة بما تتضمنه من عنصر المفاجأة والكتمان..
أما العنصر الثاني فهو الذي يفضل أصحابه التريث حتى يحيطوا بكل المعلومات والبيانات والاحتمالات القائمة بحيث إذا تم اتخاذ القرار يكون صاحبه مطمئنا إلى عدم وجود مفاجآت وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذا القائد لابد أن تكون له مواصفات وسمات خاصة تساعده على الوصول إلى هدفه بالطرق الناجحة في معظم الأحيان. وأنا شخصيا أحسب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينتمي إلى الفصيل الثاني لعدة أسباب أساسية أولها: ما شهدناه أول أمس عندما قام الرئيس بأربع مهام في يوم واحد حيث تفقد المدينة الدولية للألعاب الأوليمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تضم 22 منشأة تخضع للمعايير في كل رياضة وبالرغم من أن إنشاء المدينة بدأ منذ ست سنوات إلا أن الرئيس كان حريصا على ألا تظهر للعلن إلا بعد الانتهاء من إعدادها إعدادا كاملا ومتميزا.
في نفس الوقت إذا كان الشيء بالشيء يذكر التقى الرئيس بأعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم وذلك قبل سفرهم مباشرة إلى كوت ديفوار استعدادا لمواجهة فريق موزمبيق يوم 14 يناير الحالي ضمن مباريات كأس الأمم الإفريقية.
وغني عن البيان أن رئيس الدولة عندما يلتقي باللاعبين ويشحذ هممهم ويبث فيهم روح الأمل والتفاؤل فإن ذلك يحثهم على ضرورة تحقيق النصر وإن شاء الله سوف يحققونه.
***
ثم..ثم.. نصل جميعا إلى شمعة الضوء التي لا تتغير أبدا وأعني التلاحم بين المسلمين والمسيحيين وكيف يحرص الرئيس السيسي على زيارة الأقباط في مناسبات معينة ليؤكد من جديد على مبدأه الثابت الذي لم ولن يتغير..والذي يؤكد من خلالها على أن الوحدة الوطنية هي ركيزة مصر لليقين والتقدم وأن تماسك النسيج الوطني هو الدرع الحامي لمصر وحصنه المنيع..
لا جدال أنها كلمات تمس شغاف القلوب وتجعل مسلمي مصر قبل أقباطها متكاتفين ومتعاونين ومتلاحمين.
***
في النهاية تبقى كلمة:
أين العدوان الإسرائيلي السافر من كل هذا النشاط الدائم والمستمر؟ بديهي لن تتراجع مصر عن موقفها لحظة واحدة ففي وسط هذا الزخم الهائل من الأحداث والمهام العديدة والمتعددة.. الرئيس يؤكد من جديد على عدم تفتيت القضية الفلسطينية وبالتالي منع تهجيرهم إلى أي مكان في نفس الوقت الذي ترتفع فيه رايات السيادة المصرية في شتى أرجاء البلاد.
***
عذرا.. إذا كنت قد أطلت اليوم عليكم لكن توضيح الأمور يكون في بعض الأحيان إن لم يكن كلها واجبا أساسيا وموقفا نتباهى به نحن المصريين إلى أبلغ حدود.
***
و..و..شكرا