وكأن هناك شعبا أو دولة أو حكومة على مستوى العالم أجمع لم تشهد أو لم تر أو لم تسمع عن جرائم الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين بحيث يقف مندوبها أمام المحكمة الجنائية الدولية ليزعم أنها لم ترتكب جريمة من تلك الجرائم التي شملها قرار الاتهام.. مما حدا بالقضاة الخمسة عشرة الذين تتكون منهم المحكمة النظر لبعضهم البعض وكأنهم يتساءلون فيما بينهم عن طبيعة هذا الزيف والخداع والهراء التي تمارسها إسرائيل ليس من يوم السابع من أكتوبر الماضي فقط بل فور هبوطها في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1948 وحتى الآن.
***
الأدهى والأمر أن مندوب عصابة الإرهابيين أخذ يعدد تحذيراته وتهديداته للمحكمة كلها إذا أقدمت واتخذت قرارا ضد نتنياهو ورفاقه وشلته.
يعني ببساطة شديدة يريد أن يقول إنهم سوف يستمرون في حصد أرواح البشر وسفك دماء الأطفال وترويع النساء والشيوخ وهدم العمارات والشقق فوق رؤوس سكانها.
وبالفعل تعمد إظهار العين الحمراء أمس عندما قاموا في الصباح بتفجير العمارات وقتل سكانها الآمنين الذين لا يملكون من أجل الدفاع عن أنفسهم ولا حتى عصا من جريد أو من خشب أو حتى صفيح.
***
ومع ذلك فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
تُرى ماذا يمكن أن يحدث لو أن المحكمة الجنائية لم تصدر قرارا بإدانة إسرائيل أو أن أصدرت قرارا ورفضته العصابة إياها؟
هل ستنبري عندئذ نفس القوى المساندة للظلم والقهر والنسف والعسف لتدافع عن هذا الباطل الأليم مع الأخذ في الاعتبار أن كلا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لها ممثلوها في تشكيل هيئة المحكمة بما يمكن أن يودي بكل هذه المحاولات الإيجابية التي تتطلع لها الدنيا بأثرها من أجل حياة آمنة بعيدة عن أي شكل من أشكال العنف والقهر والنسف..؟!
صدقوني عندئذ سوف يتحمل الكل تبعات أنانية وحقد وغرور الجزء.. والله أعلم وقتها ماذا يمكن أن تقود إليه المقادير.
و..و.. ودعونا نرقب وننتظر.
***
و..و..شكرا