مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 17 يناير 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

هل من المتصور عقليا أن تكون كل هذه البؤر المشتعلة نارا وزيفا وكهرباء وليدة الصدفة.. أو أنها تأتي من قوى بعينها تعرف ماذا تهدف.. ولماذا تحاول فرض حياة مضطربة خالية من الأمن والسلام لأهداف لا يعرف وسائلها وأشكالها ومظاهرها إلا أولئك الذين ينامون الليل ويستيقظون في الصباح وقد امتلأت قلوبهم حقدا.. وكراهية ومقتا وتأليبا؟!

***
وما يثير الدهشة والعجب أن تعقد الاجتماعات لبحث السلام وإذا بها تؤدي إلى الحرب..
في نفس الوقت.. تبحث المعاهد والكليات العسكرية تطورات الظروف والأحداث وفي النهاية تخرج بلا شيء.
لذا.. عندما جاء بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بالأمس ليعلن لأول مرة حجم خسائر جيش دفاعه فإن ذلك يعتبر اعترافا صريحا منه بعدم بعدم على الاستمرار في الحرب البرية ضد حماس في غزة.. حتى عندما أجبرهم على الخروج إلى حدود مصر فإن أهل غزة هم أول من أعلن حفاظهم على الحدود المشتركة.
***
مثلا بعيدا عن لعبة القط والفأر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتربص كل منهما بالأخرى لكي تنزل بها الهزيمة المنكرة ثم لا تحدث في هذا الصدد خطوة أو خطوات إيجابية تعرف توقف المشاعر الدفينة والظاهرة عند حدها؟!
نحن نسأل:
إلى أي مدى تظل الحدود بين لبنان وإسرائيل متوترة في الصباح ثم أكثر توترا في المساء وسط تهديدات حزب الله .. بصواريخه وإسرائيل بعتادها وآلاتها العسكرية؟!
***
أيضا.. وأيضا لماذا تلك الغارات المتتالية من جانب الأمريكان والإسرائيليين على مواقع بعينها في العراق وسوريا وسط صيحات تقول آن الأوان لطرد المستعمر الأمريكي من العراق..
ثم.. ثم.. قبل أن تكتمل العبارات أو تلتئم الجراح التي يبدو أنها لن تلتئم أبدا تدخل تركيا حلبة" السباق".. وتسفر عن عملياتها ضد سوريا بحجة مطاردة فلول داعش الذين سبق أن قالوا لنا إنهم قضوا عليهم قضاء مبرما؟!
أكثر وأكثر.. فبعد أن ساد مناخ شبه هادئ بين العراق ممثلا في العاصمة بغداد وبين أكراد أربيل نفاجأ بحرب ضروس نشبت بين الطرفين..؟!
***
في النهاية أعود لأجيب أنا نفسي عن السؤال الذي بدأت به هذا المقال والذي يقول هل كل هذا الذي يجري وليد الصدفة؟
أنا شخصيا بطبعي متابع للأحداث ومهموم كأي مواطن عربي بتلك الاضطرابات الهائلة أؤكد أن هناك قوى بعينها هي التي تحرك وتتآمر وتقذف الحمم البركانية..
ندعو الله أن يسلمنا من شرورها وآثامها.
***
و..و..شكرا