وفقا لما تقضي به طبائع الأشياء فقد أخذ الاهتمام بحرب روسيا ضد أوكرانيا يقل رويدا رويدا بحيث يمكن القول إن حجم ما نشر وما أذيع وما جرى ويجري في الأرض في مارس عام ٢٠٢٢ لا يقارن بما حدث من تطورات وأصبحت دعائمه متهاوية بنسب كثيرة وبالتالي يظل السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
هل لو أن الروس ظلوا قادرين على الاستمرار في الحرب ضد أوكرانيا سواء بإمكاناتهم العسكرية الحالية أو أزيد .. فهل تستطيع أوكرانيا أن تقف على نفس الخط والأهم والأهم لو افترضنا نفاد السلاح الروسي المستخدم حاليا في القتال واضطرار روسيا لاستخدام سلاح أكثر تطورا وأشد خطورة مما يحتم على أوكرانيا خوض نفس التجربة أو السير في ذات الاتجاه .. أفلا يمكن أن يؤدي كل ذلك إلى حرب مستعرة في أوروبا وغير أوروبا .. يعني من أول روسيا إلى الدول التي سارت في ركابها على مدى ربع قرن من الزمان وأكثر.
بكل المقاييس فسوف يجري السباق الذي مازالت الدنيا كلها تخشى من مجرد جريانه والذي لا يعلم أحد سوى الله سبحانه وتعالى إلى أي مدى يتجه وتحديد كم من الغنائم يمكن أن يرضى به الطرف المنتصر .
تلك كلها أشياء غالبا ما تحدث لكن لا يتم إثارتها في العلن وبالمعنى المفهوم تحسبا لوقوع صدامات قد ينتج عنها ما لا يبقي ولا يذر..
ثم.. ثم نعود إلى بداية الاقتتال والذي مازال حتى الآن موقفه لا يعرف جذوره أو ملامحه أو أركانه..
***
ونحن إذا عقدنا مقارنة بين إسرائيل وأهل غزة فسوف نجد أن معظم الدول العربية تتحسب وقوع حرب شاملة وعامة لأن الخسائر ستكون فادحة لكل الأطراف. نفس الحال بالنسبة للإسرائيليين الذين لم يتوقعوا أن تلحق بهم تلك الخسائر الفادحة من جراء معارك ٧ أكتوبر وما بعدها..
إذن كيف يتم التوصل إلى الصيغة المشتركة التي يستطيع أن يقول الفلسطينيون عندها إنهم حققوا النصر.. نفس الحال بالنسبة للإسرائيليين الذين لم يعودوا قادرين على ترديد نفس كلام الأربعينيات والخمسينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين التي سوف تثبت أكثر وأكثر أن العزوف عن الحرب أجدى وأكرم ألف مرة ومرة من قضاء الليالي تحت صراخ سفارات الإنذار.
***
أخيرا.. ماذا عن دورالدول والحكومات التي ظلت وتظل حتى الآن تخفي علاقاتها مع إسرائيل رغم شدة التقارب السياسي والاقتصادي والاجتماعي..
أنا شخصيا أحسب أنها ستظل على مواقفها طالما لم يواجهها أحد وحتى لو تمت مواجهة من أي شكل أو نوع فيكون سلاح الصمت هو أفضل ما يتم التعامل من خلاله..
وعلى الله قصد السبيل .
***
و ..و..شكرا