مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 23 يناير 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

وكأنها أرض آبائهم أو أمهاتهم بحيث يتصرفون فيها كما يحلو لهم.. وكأن الله سبحانه وتعالى وهب لهم البحار والمحيطات والأنهار ليبيعوا مياهها ويشتروها حسب أمزجتهم.. ووفقا لمصالحهم الشخصية..!

يعني إيه أن تتجرأ إثيوبيا وتعقد اتفاقا مشبوها مع جزء من أرض الصومال وهي الدولة العربية التي لها حدودها وكيانها وسيادتها اتفاقا يمنح فيه من لا يملك حقا لمن لا يستحق لمدة خمسين عاما من الزمان وهو اتفاق يتمثل في منفذ على البحر الأحمر بطول 20 كيلو مترا يشمل ميناء وقاعدة عسكرية مقابل أن يعترف الطرف الثاني باستقلالية الطرف الأول؟!
تصوروا.. كأن الدنيا كلها تعود مئات أو عشرات السنين للوراء.. عندما كانت عصابات السرقة والنهب تقتنص أراضي الغير وتنصب نفسها صاحبة ولاية عليها.. يعني السرقة تتم بموجب اتفاقات زائفة ليس لها أدنى سند من الشرعية والقانون..!
طبعا.. بوضوح أزيد أقول إن هذا التصرف الذي قامت به حكومة إثيوبيا مع مجموعة الانفصاليين والحرامية يستحيل أن يمر مرور الكرام رغم محاولات إثيوبيا لتصوير الصفقة الحرام على أنها علاقة عادية بين الدول..!
لا.. إنها ليست علاقة عادية ولن تكون لسبب بسيط أن ما تسمى بأرض الصومال لا تعدو أن تكون منطقة سيطر عليها مجموعة من عتاة الإجرام.. في نفس الوقت الذي انتهكت فيه إثيوبيا حرمة الأسرة الدولية أو المجتمع الدولي الذي سبق أن أعلن رفضه لكل ما أقدمت عليه عصابة الاستيلاء على أرض الصومال..!
أيضا.. من بجاحة إثيوبيا أكثر وأكثر إعلانها أن الوصول إلى البحر الأحمر أمر إستراتيجي لا رجعة فيه.
وهكذا أصبحت إثيوبيا تمثل في وضعها الحالي عصابة إرهابية ترتكب كل الجرائم والتجاوزات التي رفضتها وما زالت ترفضها الدول الكبرى فضلا عن جيرانها في إفريقيا بالضبط مثلما تتعامل حاليا مع سد النهضة.. وكأنها الآمر الناهي فيما يتعلق بكل ما من شأنها وليس بشأنها.
***
في النهاية تبقى كلمة:
 تحية للدولة المصرية وقيادتها اليقظة والمتيقظة والحامية لحقوق الشعوب والمدافعة عن قواعد وأسس العلاقات السياسية الدولية حيث أعلنت في البداية رفضها للمحاولات الرامية لانتهاك سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
ثم..ثم.. تجلى كل ذلك فيما قاله بالأمس الرئيس عبد الفتاح السيسي بجرأة وشجاعة:" محدش يجرب مصر..ومن يريد أن يفهم.. يفهم.. ومن لا يرد.. فليتحمل مسئولية غبائه"..!
***
و..و..شكرا