*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*أبطال حرب ١٩٥٦ جاءوا ليشهدوا ويشاهدوا ويستكملوا بناء قواعد المجد
*أهالي بورسعيد هزموا المعتدين بأدوات المطبخ وبأسلحة بدائية
*الآن أكرمهم الله.. وأصبحوا من أغنى الأغنياء
*في عصر السيسي .. نظرية جديدة!
*السلام يجلب السلام
*ترامب.. شجيع أمريكا قادم قادم
*******
الناس في مصر أو بالأحرى في منطقة قناة السويس التي تشمل بورسعيد .. الإسماعيلية..السويس.. عندما خرجوا للتصدي لجيوش ما سمي العدوان الثلاثي لم يخرجوا للمنظرة أو لمحاولة إثبات واقع جديد لهم.. بل ركزوا جل همهم على هذا العدوان ودحر المشاركين فيه دون تفكير فيما سيضحون به وكيف يمكن توفير الطعام والشراب والدواء والكساء لهذا الشعب الأعزل..!
***
ولعل ما يلفت النظر وقتئذ أن الحكومة التي شددت على ضرورة تهجير هؤلاء المواطنين لم يعترضوا ولم يحتجوا ولم ينظموا مظاهرات أو أشياء من هذا القبيل.. بل تقبلوا التعليمات.. في نفس الوقت الذي بيتوا فيه أمرا أو أمورا كثيرة حيث شكلوا فيما بينهم كتائب فدائيين تخرج لمواجهة المعتدين الذين جاءوا من البحر وهبطوا فوق أرضهم بالمظلات وقذفتهم الطائرات الحربية وسط الشوارع والحارات واحتلوا البيوت والمحلات ومواقع الجيش..
بكل المقاييس لم يتوقع الغزاة تلك المقاومة الباسلة من جانب أهالي القناة الذين أجبروهم على الفرار كالجرذان ومحاولة الاختباء بين أنقاض المساكن أو داخل الخرابات التي حولوها إلى معسكرات التدريب.. وصد العدوان والأسر لكل ما يسقط في أياديهم.
***
ولقد شاءت إرادة الله أن يتحقق نصر الله للمصريين بعد إجبار الغزاة على الرحيل مخلفين وراءهم أسوأ صور الذل والمهانة وليبادر هؤلاء الشجعان بإقامة مشروعات صغيرة سرعان ما تحولت إلى مراكز حققوا ومازالوا يحققون من خلالها أفضل وأنقى وأطهر الأرباح.
***
وإنصافا للحق لم يتوقع هؤلاء الأبطال الممثلون في أبنائهم وأحفادهم أو أشقائهم وخالاتهم وأخوالهم أن يضعهم البعض في مقلات العيون وأن ينالوا التكريم والتقدير من زعيم البلاد الحالي الذي لم يكونوا بالطبع يعرفونه أو يعرفهم فليس هذا هو المسار العادي أو المفروض لكن الموقف بالنسبة للرئيس السيسي كان مختلفا فهو الرئيس الذي يرى في مصر والمصريين تاريخا تليدا وتراثا تزيده الأيام والشهور والسنون عظمة وفخارا وتقديرا ويؤمن إيمانا جازما بقول الله سبحانه وتعالى:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". وبالتالي يهيئ لهم ولأهلهم كافة دلالات الإعزاز والتقدير.
***
نعم.. لقد مضى على الانتصار في حرب ١٩٥٦ ما يقرب من ٦٨ عاما يعتبرها الكثيرون أنها باتت تاريخا مضيئا ومشرفا للمواطنين لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي أضاف إلى كل ذلك إجراءات عملية ستستمر إلى قيام الساعة فدعاهم إلى حضور احتفال تعتمد أركانه على معاني التضحية والفداء مستثمرا إياهم في إحياء ذكرى أهاليهم وأقاربهم بالفعل وبكل مشاعر المحبة والتقدير في نفس الوقت الذي يضفي فيه على كل مواطن مصري وكل مواطنة مصرية أن تقدم التضحية وبذل روحه وروحها وماله ومالها ما يرفع شأن مصر.. فلابد أن يظل فؤاده دائما مثار ارتياح وسرور وسعادة ولقد أدت تلك السياسة التي ينتهجها الرئيس السيسي عن قناعة ويقين إلى نظرية جديدة في قواعد وأصول الحكم ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب بل تشمل الدنيا بأسرها.
هذه النظرية تقول :
السلام يجلب السلام..الرئيس السيسي يحرص في أشد الأزمات تعقيدا بل ورغم ارتفاع أصوات عالية مدوية يرى أصحابها أن ترطيب الأجواء لا يفيد نجد الرئيس يجيء لينبه إلى قدرة مصر وقوة جيشها فيفيق إلى رشده ويدرك من كان على وشك الوقوع في الخطأ أن السلم أفضل الطرق المؤدية للحل العادل والمستديم.
***
والآن ليس من المنطق في شيء أن يمر هذا التقرير مرور الكرام على "شخصية" فرضت نفسها ومازالت على تاريخ أمريكا وأعني بها شخصية الرئيس دونالد ترامب.
لقد خرج الرئيس من البيت الأبيض صاغرا لكنه مرفوع الهامة حيث رفض أن يسلم الحكم لرئيس يؤمن في أعماقه أنه فاز في الانتخابات بالتزوير وظل متحملا كل المحاولات للزج به في السجن دون جدوى..بل آثر في قرارة نفسه أن يعود للبيت الأبيض بشتى السبل والوسائل والأماني على أنه سيحقق مآربه وربما هو الذي يضع عدوه اللدود جو بايدن في السجن.
لكن السؤال:
هل سيكون موقفه من إسرائيل محايدا أو مؤيدا أو مؤازرا؟
الإجابة باختصار..كلهم بنيامين نتنياهو..
بس خلاص..
***
و..و.. شكرا