مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 26 يناير 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تأليب الناس على بعضهم البعض.. وأيضا دق أسافين الخلافات بين الشعوب وحكامها.. كلها سلوكيات مريضة لا ينتهجها سوى الكارهين لأنفسهم قبل أن يكونوا أعداء لإخوانهم وجيرانهم وزملائهم وفي جميع الأحوال فتلك السلوكيات لم تنشأ اليوم أو أمس أو أول أمس فقط بل هي منذ أن دخلت البشرية عصور الحكم واخترعت أصنام التسلط والإجبار بشتى ألوانهما ومختلف نظائرهما.. لكن أيام زمان لم تكن تلك السلبيات تقابل بحسم وجزم كما يحدث الآن الأمر الذي أدى إلى تغولها بين الصفوف أو الوقوف حوائل تمنع التقدم ولو لحظة واحدة إلى الأمام..
على الجانب المقابل تميزت تلك الكتائب البغيضة بنشر الأكاذيب على مختلف المستويات بل بذل المحاولات الخسيسة  في مواجهة كل من يواجهها بفعالية وإقدام.
*** 
ها نحن في مصر أخذت هذه الشبكات تقدم أرجلا وتؤخر أخريات.. قبل أن تخوض في قضايا تعرف قبل غيرها أنها خاسرة مسبقا حيث يواجهها العالمون.. والمتعلمون والمثقفون.. وأصحاب العقول المتفتحة الناضجة.. 
*** 
مثلا.. ها هو شهر رمضان يقترب وما إن أعلنت دار الإفتاء عن موعد حلول الشهر الكريم حتى سارعت قوى الشر والتضليل والخراب تبث خبرا مؤداه أن الحكومة تعد قواعد وأشكال وضوابط وروابط صلاة التراويح وكلها أوهام كاذبة حيث لا يوجد قرار من هذا القبيل بل كلها فبركة مذمومة وخبيثة.
بالضبط مثلما أخذت نفس الكتائب تشيع وقف السفر للعمرة اعتبارا من أول شهر مارس بسبب المصاريف والتكاليف الباهظة التي تفرضها السعودية على المعتمرين فضلا عن ارتفاع سعر الريال السعودي مما اضطر البعض إلى إلغاء رحلته أصلا إلى السعودية. 
المهم في تلك القصة أن الحكومة لم تصدر أي تعليمات تخص صلاة التراويح أو غيرها من الصلوات التي يقوم المصلون بأدائها في الشهر الفضيل.
 نفس الحال بالنسبة لموضوع العمرة الذي ليس له أساس من الصحة ويستعد الآلاف للسفر للسعودية في أي وقت ودون أي عقبات .
*** 
واقعة أخرى حيث انتشرت منذ أيام قصة تقول إن الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي أصدر تعليمات بإقامة حفل أخاذ بمناسبة الانتهاء كلية من إجراءات تشغيل السفارة الإسرائيلية في دبي والتي اختاروا لها مكانا يشيب له الولدان.. لقد سرى الخبر كسريان النار في الهشيم والكل يتبادلونه إما بغرابة أو بتعجب أو إقرار بالأمر الواقع  حتى جاء تكذيب رسمي بعدم صدور شيء من هذا القبيل.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
نصيحة أخيرة أوجهها للمتدربين على فنون العملي الصحفي أن يتريثوا ويدققوا وأن يعرفوا أن أي سبق صحفي لا قيمة له بل يوقع صاحبه في شر أعماله إذا استمر أثناء العمل يضحك ويبكي ويردد أناشيد دينية ما أنزل الله بها من سلطان. 
*** 
و..و..شكرا