واهم.. واهم .. كل من كان يتوقع إعلان إسرائيل تراجعها عن اغتيال أو التهام أو ضم غزة إلى أراضيها أو سلطاتها لتدخل ضمن إطار دولة نفضت يديها عنها وأصبحت مكبلة الإرادة لا تستطيع أن تدري من أمرها شيئا.
إن عناد إسرائيل وأيضا غرورها إنما يعبران عن شخصية أهلها الذين تعودوا على ابتلاع العلقم بينما هم في حقيقة الأمر تغلي صدورهم وتنتفض أجسادهم ألما وحسرة لا يعرفون لهما سببا.
حتى عندما أراد سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام أن يخفف شر قسوة أبنائه ونذالتهم لم يذكر لهم سوى خشيته من أن يأكله الذئب وهو يعلم علم اليقين أن ذلك لن يحدث.
المهم جرى ما جرى وعاد الأبناء ماعدا يوسف لتمر الشهور والسنون ويبقى يوسف عزيزا .. حاكما لمصر كلها.. وطوال تلك الفترة أخذ يعد لنفسه قوة أكبر وحاشية وملكا أعظم حتى جمعه الله مع إخوته كلهم ضمن أسرة متكاملة..!
***
في خلال الفترة التي كان فيها يوسف يستعد للرحلة التالية آثر ألا يبقي الوضع على ما هو عليه بل أخذ يضع منهاجا جديدا يسير وفق أسسه وقواعده ومعه أبوه وإخوته.
من هنا لا تتوقعوا أن الإسرائيليين سيظلون طوال حياتهم يشكون ويندبون حظهم بل بالعكس سوف يستسلمون للوضع القائم لفترة محددة ليدخلوا بعد ذلك مرحلة جديدة يهيئون أنفسهم خلالها للحصول على مكاسب أكبر وخيرات أكثر.
لذا.. أقول لكم خللوا بالكم.. خللوا بالكم جيدا أن عيونهم ستظل ناظرة إلى مصر وأرضها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
***
و..و..شكرا