مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 31 يناير 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

قطعا هناك اتفاقات سرية وغير سرية بين إسرائيل وقوى كثيرة في هذا العالم تجعلها تتصرف بكل تلك البجاحة وكل هذه الوحشية وكل ذلك العهر السياسي والعسكري لدرجة اقتحام المستشفيات وقتل المرضى والجرحى مع بلوغ الإجرام أقصى درجاته بتوجيه رصاصات الغدر والخسة إلى قلب طفلة عمرها خمس سنوات.. أخذت تبكي وتستنجد وتستغيث بسبب موت كل أفراد عائلتها فإذا بها تلحق بهم بعد لحظات.
*** 
أيضا عندما تطالب محكمة العدل الدولية إسرائيل بالعمل على وقف إطلاق النار وبدلا من استجابة نتنياهو وعصابته لقرار أو لطلب أو توجيه المحكمة إذا به يحصد الأرواح حصدا بلا شفقة أو رحمة ليخرج متباهيا وفخورا بما ارتكبته أياديهم القذرة في سفك دماء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
مع كل تلك التجاوزات التي فاقت كل ما هو عقلاني وواقعي تجيء إسرائيل لتقول على لسان وزير دفاعها بأن حركة حماس لن تعود إلى غزة مرة أخرى.. وهذا يعني استمرار القتال حتى يتم تصفية الفلسطينيين..وبذلك تنفذ عصابة الحكم في إسرائيل تواعداتها التي سبق أن أطلقتها في بداية المعارك.
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر يدخل في إطار المضحكات المبكيات أن تأتي المحكمة الجنائية الدولية أمس لتطالب بتسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير وعدد من أركان نظامه لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من حرب إبادة في دارفور..!
أنا شخصيا أتصور أن إعادة هذا السيناريو الآن إما المقصود منه صرف النظر عن أفعال إسرائيل ولو لفترة محددة.. أو محاولة إظهار العين الحمراء لنتنياهو ورفاقه .. وإن كنت أشك في ذلك.
*** 
ومع ذلك.. أكرر مع ذلك فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
إلى متى تستمر هذه الحرب القاسية وبالغة الضراوة تجاه الفلسطينيين في غزة وخان يونس ورفح والذين فروا من قصف الطائرات والصواريخ لتحاصرهم مياه الأمطار العنيفة وتيارات الرياح الأعنف والأشد والتي حولت أجسادهم وأجساد أطفالهم وشيوخهم ونسائهم إلى أوحال يختلط فيها الألم والقسوة والحزن.. والغربة وما من مغيث..؟!
*** 
ثم..ثم.. هناك بعض الشواهد تنبئ بالتصعيد العسكري لاسيما بعد ضرب القاعدة العسكرية الأمريكية في الأردن وما أعقبه ذلك من تهديدات سافرة وغاضبة من البنتاجون في واشنطن بالرد على مرتكبيه في إشارة إلى إيران..!
*** 
من هنا كانت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومعه الملك عبد الله ملك الأردن للتحذير من أية تداعيات من شأنها –لا قدر الله- ألا تبقي ولا تذر لتدور المنطقة كلها في دوامات العنف التي لا نهاية لها ولا آخر.
ولقد عاد الرئيس السيسي والملك عبد الله ليؤكدا ويؤكدا على ضرورة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتى تخف رويدا رويدا الرغبات الدامية في الانتقام والانتقام المضاد..!
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
أيها السادة الذين في أياديكم الأمور وبين أصابعكم مفاتيح الخير والشر.. نرجوكم.. نرجوكم ارفعوا اليوم قبل غدٍ رايات السلام فوق أراضي الأنبياء والرسل والأخلاق الكريمة.
*** 
و..و..شكرا