الأفلام التى تعرضها دور السينما حاليًا.. ألا يخجل منتجوها، ومخرجوها، وممثلوها من أنفسهم..؟!

بتاريخ: 14 أغسطس 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لقد وصل «الانحدار الفنى» إلى درجة أصبح يندى لها جبين كل مصرى ورغم ذلك -للأسف- فنحن جميعا إما مجرد متفرجين أو صامتون.. أو غاضبون دون أن يكون لنا موقف..!!

ولأن «الفن» يعكس -ولا شك- حركة المجتمع السياسية، والثقافية، والاجتماعية.. فالخوف كل الخوف.. أن تصبح السمة العامة ذلك «التدنى» غير المسبوق والذى يستحيل أن يتمشى مع عاداتنا، وتقاليدنا، وقيمنا، وأخلاقنا، وتراثنا..!!

* * *

بالله عليكم.. أى فن هذا.. أو أى قيم تلك حينما تصطدم عيوننا بأسماء مثل «عوكل»، وغبى منه فيه.. وفول الصين العظيم.. و.. و..!!

إنها سذاحة ما بعدها سذاجة.. واستفزاز لمشاعر شعب مازلنا نتباهى بحضارته التى نردد صباحًا ومساءً بأنها تعود إلى خمسة أو سبعة آلاف عام من الزمان..!

* * *

ثم.. ثم.. إن الأمر لا يقتصر على مجرد الأسماء.. لكن -على الوجه المقابل- ليس هناك فكرة، ولا مضمون، ولا تكنيك، بحيث أصبحت المشاهد كلها لا تعدو سوى مجرد «شخوص» متحركة يتحدثون لغة هابطة ويجرون وراء بعضهم البعض.. وكأنهم يلعبون «الاستغماية».. وسط الحارة «الضيقة» المليئة بأكوام القمامة بغير أن يحاول أصحابها إزالتها على الأقل كى لا تطاردهم الروائح الكريهة..!!

* * *

حتى فيلم «عادل إمام».. افتقد هو الآخر إلى منطقية الأحداث.. واعتمد على بعض المواقف والقفشات «الخيالية» التى لا تستقيم مع طبائع الأشياء..!!

* * *

إن هذه الأفلام الرديئة إذا كان أصحابها يفخرون بأنها تحقق إيرادات بالملايين.. فنحن نقول لهم بالتالى إنهم يرتكبون جريمة كبرى فى حق جميع المصريين على اختلاف نوعياتهم، وانتماءاتهم، وفئاتهم.. لسبب بسيط لا يفهمونه أن «وجدان الإنسان» -الذى تشكله عدة عوامل منها »الفن»- قد أضير ضررًا بالغًا..!

* * *

فى النهاية يثور سؤال مهم:

أين وزارة الثقافة من كل ما يجرى..؟؟

نحن نرفض تمامًا فرض أى قيد على الإيداع.. لكن ثمة مبدأ يقول إن السمين يطرد الغث.. لذا.. فإن إنتاج أفلام أخرى على درجة عالية من الفكر، والتقنية، و»الفن الرفيع» سوف يجعل أمثال هؤلاء «المهرجين».. يتراجعون.. بل ويتوارون إلى أن يأتى عليهم يوم يقدمون فيه اعتذارهم الواضح والصريح لتراب، وهواء، وسماء هذا الوطن.