بصرف النظر عمن انتزع لنفسه حقا غير حقه أو من كان يدور ويلف لكي يضم هذا الحق إلى ممتلكاته وحدوده ضاربا عرض الحائط بأي قوانين مرعية أو عادات وتقاليد منها ما كان قد ذهب إلى غير رجعة ومنها من يصر على المواجهة ومنع أية آثار سلبية قد تأتيه وقد لا تأتيه.
لذا.. عندما تقصف إسرائيل جنوب غزة وتظل تحاول كسر الدائرة المغلقة على مدى الليل والنهار جريا وراء رغبة مجنونة في الانتقام فإنما هذا يستدعي ألف وقفة ووقفة.
أيضا عندما تقصف الطائرات والصواريخ الأمريكية والبريطانية قواعد الحوثيين وذلك للرد على حوادث مشابهة أو غير مشابهة ترجع لهذا التحالف الجديد "القديم" ثم بعد طول عذاب ولأن التناقضات تجتمع على خطوط الشر فإن الجميع في النهاية يظلون تائهين قبل الوصول إلى المربع صفر ثم سرعان ما تحتدم الصراعات وتشتد النزاعات ليعلن الثوار الجدد عن انتصارهم في جنوب اليمن بعد الإطاحة بعلي عبد الله صالح ومن بعده تقييد أو تجميد عبد ربه منصور هادي.. بعدها تدور أحداث جسام ينتج عنها تدفق الدم أنهارا بلا حساب.
***
إذن عندما يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي ليحذر من اتساع رقعة العنف في الشرق الأوسط فهو ولا شك لديه براهين وحيثيات فضلا عن الشواهد العملية التي يراها الغادون والراحون سواء بسواء..
وإنصافا للحق ..فقد بات الرئيس السيسي يكرر تحذيراته طوال الفترة الماضية منبها إلى أن دخول أطراف أخرى لأي من مناطق النزاع القائمة فسوف تنعكس مخاطر هذا العنف على مناطق جديدة وبالتالي لن يكون هناك سلام بحال من الأحوال ويصبح الأمان ضربا من ضروب المستحيلات..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق فإن الرئيس السيسي عندما يتحدث عن العنف والعنف المضاد واتساع دائرة هذا العنف فإنما يهدف إلى حماية الشعوب من أخطار سفك الدماء ومن الموت تحت أنقاض المباني والمنشآت.. ثم..ثم.. من الفرار خوفا وذعرا من أماكن العيش الهادئ إلى مخيمات الذل والهوان..!
***
ولعل ما يثير الدهشة أن كل من يرتكبون أعتى الجرائم في جبين الإنسانية هم الذين يصرون على مواصلة ضلالهم وغيهم إلى أقصى مدى.
***
على الجانب المقابل فإن نداء العقل والمنطق من جانب الرئيس السيسي كفيل من الآن بوضع سبل العلاقات السوية بين البشر في أي مكان يكونون وفيما عدا ذلك فإن العناد والتجبر والغرور كلها أدوات فتك وتدمير ونسف وتمزيق للأجساد والأحشاء والقلوب والنفوس في آنٍ واحد.. وفي جميع الأحوال فإنما تدور على الباغي الدوائر..
***
و..و..شكرا