مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 15 فبراير 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*منكِ السلام.. وإليكِ السلام.. عظيمة أنتِ يا مصر
*هذه اللقاءات المصيرية فوق أرض القاهرة جرت باختيار كافة الفرقاء..المختلفين والمتفقين سواء.. بسواء
*الرئيس الأمريكي حرص على الإشادة بدور مصر ورئيسها.. تأكيدا لحسن النوايا.. وعلى عدم تغيير المواقف
*.. زيارة أردوغان لمصر .. تعد طفرة في العلاقات بين مصر وتركيا وتأتي بإيجابيات ليس لها مثيل منذ أكثر من عشر سنوات
*وما يمنع من الاحتفال بعيد الحب؟!
بالعكس لحظة واحدة" رائقة" المعاني كفيلة بترطيب أجواء تستمر سنوات
*تصوروا.. لو قامت العلاقات بين الدول على مفاهيم لا تعرف الأنانية..؟!
الآن.. عندما يأتي الحديث عن السلام في أي مكان بالعالم فلابد من ذكر مصر.
وها هي مصر تستضيف كافة الأطراف التي لها صلة مباشرة بمشكلة الشرق الأوسط من أول إسرائيل وحركة حماس وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وحتى كتابة هذه السطور لم يبد أي من هؤلاء ثمة ملاحظة أو اعتراضا أو حتى رأيا بشأن الاجتماعات المتتالية والتي تستمر وقتا طويلا كل يوم بغية الوصول إلى الهدف المنشود.
*** 
ويمكن القول إن الجهود التي تبذلها مصر في سبيل ذلك تنبئ إلى حد ما بقرب التوصل إلى اتفاق يرضي إسرائيل وتقبله حركة حماس وبغير تعليق من أمريكا التي تخشى من إعادة اتهامها بالانحياز ضد إسرائيل وإن كان مندوبها الممثل في رئيس وكالة الاستخبارات المركزية يرى أن أية اختلافات يمكن أن تنشب فهذا أمر طبيعي بالنسبة لأية مفاوضات أو مباحثات حيث تكون الهوة شاسعة في البداية بعدها تأخذ في الاقتراب رويدا رويدا..
ورغم ذلك فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
تُرى ماذا يمكن أن يحدث لو فشل هذا الاجتماع المصيري وذهب كل طرف إلى حال سبيله دون التوصل إلى شيء..؟!
أنا شخصيا أرى أنه لا مناص أمام كلٍ من الطرفين الرئيسيين المتنازعين سوى التنازل عن بعض متطلباتهما حتى ولو كان تنازلا يساوي بعض الثمن ولا أقول كل الثمن.. حيث إن الاثنين قد اكتشفا أن هذا التحدي الصارخ من جانب أي منهما تجاه الآخر يستحيل أن يستمر إلى نهاية المدى لأسباب عديدة:
*أولا: جيش الدفاع حاول بشتى السبل والوسائل إسكات أو منع صواريخ كتائب القسام دون جدوى وبالتالي إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق المأمول فسوف يستمر إطلاق هذه الصواريخ ليظل الإسرائيليون في مدنهم وقراهم بل في قلب عاصمتهم تل أبيب في "مرمى" تلك الصواريخ الأمر الذي يجعلهم يعيشون في ذعر وخوف وعدم أمان حتى نهاية العمر..!
*ثانيا: لم تلق دعوتهم لإبادة أهالي غزة قبولا من أية جهة من الجهات حتى من الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها التي اشتهرت دوما بتقديم العون والمساندة لإسرائيل في شتى المجالات..!
*ثالثا: حتى بالنسبة لإبعاد قادة حماس من غزة لم يجد هو الآخر أي تأييد أو حتى تعاطفا ملموسا.
*رابعا: بصرف النظر عن بيانات حماس التي تتضمن اغتيال ضباط وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي إلا أن الحركة تدرك بحق أن الحرب غير متكافئة وأن الاستمرار سيجعل الأرض مخضبة بدماء شهداء حماس حتى الوصول إلى نقطة فاصلة تتوقف عندها المقاومة دون أن تجد من يعيد إليها الحياة ثانية..!
*** 
على الجانب المقابل فإن ما يشد الانتباه في اجتماع القاهرة تلك الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي جوبايدن والتي تأكدت معانيها على لسان ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الذي حرص على تكرارها عدة مرات خلال كل اجتماع أن الرئيس بايدن يبعث بتحياته للرئيس السيسي ويؤيد جهود مصر الحثيثة في دفع مسار التهدئة في قطاع غزة ووقف إطلاق النار فضلا عن دور مصر المحوري في تقديم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ اندلاع الأزمة.
وبديهي يريد الرئيس الأمريكي في هذا المجال محاولة تصحيح تصريحات سابقة ربما تكون قد فُهمت خطأ أو أتت دونما قصد فكان هذا الكلام الواضح والصريح الذي أوكل إلى واحد من أهم معاونيه ليذكره خلال الاجتماعات التي يتابعها العالم بأسره بكل اهتمام وجدية وأمل وتفاؤل.
*** 
والآن تعالوا نتوقف معا على محطات مهمة للغاية من محطات هذا التقرير وأعني بها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي بدأت أمس.
بكل المقاييس هي زيارة تاريخية لأنها تأتي في ظروف صعبة إقليمية وعالمية وذلك بعد ظروف كانت أصعب أيضا محليا وعالميا.
إنها تأتي بعد قطيعة استمرت نحو 11 عاما بين البلدين العزيزين الشقيقين وبصراحة لم يكن أي من القائدين راضيا في قرارة نفسه عن هذه القطيعة.. لكن أحيانا تقفز إلى السطح صور وأشكال وظواهر وأحداث تقف حائلا دون تحقيق المراد.
الحمد لله.. ها هو المراد قد تحقق  وها هو الرئيس أردوغان يجيء إلينا بقلب خالص النوايا صادق التعبير في نفس الوقت الذي يستقبله فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفس المشاعر وذات الرغبة الصادقة في استئناف حياة طيبة رائقة نقية الأمر الذي ينعكس تلقائيا بطبيعة الحال على البلدين الشقيقين وعلى شعبيهما اللذين يكن كل منهما للآخر أوفى علامات الحب وأسمى آيات المودة.
على الجانب المقابل ربما هذه العودة لا تعجب بعض الذين يعيشون على بذر بذور الخلاف وسط أي أرض طيبة وهذا شيء وارد لكن إن شاء الله سوف يضرب الرئيسان السيسي  وأردوغان  المثل لتستمر المسيرة المصرية- التركية في وفاق ومحبة وأمان في رعاية الله سبحانه وتعالى.
*** 
ثم..ثم.. بعيدا عن السياسة ما رأيكم في الاحتفال بعيد الحب..؟
هناك من يرفض الاحتفال به وسط هذه الظروف القاسية التي يعيشها بعض إخواننا وأهلينا وهناك من يرى أن الاحتفال بعيد الحب يغزي مفهوم الحب في حد ذاته والذي كلما ترسخت أغصانه امتلأت الأجواء بالرائحة الحلوة الأخاذة..
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد نظم أبنائي "أي الابنة والولدين" لي ولوالدتهم أحلى وأغلى وأروع مائدة حب في هذه الحياة.. وأنا لا أقصد مائدة الطعام والشراب فقط بل مائدة الأحاسيس الدافئة ومشاعر العرفان بالجميل..
وأنا بدوري أقول لهم:
 أبدا نحن لم نفعل لكم سوى ما تستحقونه بالفعل من تكريم ورعاية وفضل فوق فضل لأننا كنا ندرك أنا ووالدتكم وأنتم مازلتم في المهد أنكم تستحقون مستقبلا الكثير والكثير والحمد لله صدقت توقعاتنا وأكثر .
بارك الله فيكم وأعزكم وجعلكم قدوة لأبنائكم وبناتكم.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
*** 
و..و..شكرا