واضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستشعر هو وزوجته وهما على أرض الواقع مدى دفء مشاعر المصريين تجاه الأتراك بصفة عامة وطبعا تجاههما بصفة خاصة وربما تتجلى تلك الحقيقة عندما يلتقي الرئيس التركي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ويستمع لكلمات أعضاء الوفد المصري فضلا عن أفراد الأمن والحراسة وبقية الأجهزة المعاونة.
ثم وهما يسيران في الشارع أو يذهبان لزيارة بعض المواقع الأثرية والسياحية بما فيها المساجد بالذات التي وجدت فيها قرينة الرئيس الأمن بمفهومه الحقيقي والأمان الذي يلف المكان كله منبرا وساحة وإماما.
ولعلنا لاحظنا نحن حرص الرئيس التركي على زيارة مسجد الإمام الشافعي فور وصوله القاهرة حيث اصطحبه الرئيس السيسي لكن لماذا مسجد الإمام الشافعي؟!
ربما لأن الرئيس أردوغان يفخر بانتمائه للمذهب السني في الإسلام وكان الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وقد علم قبل أن يبدأ زيارته لمصر أن عمارة المساجد بها تتسم بأعلى مستوى من الفن وتزيين الحوائط والجدران بآيات من القرآن الحكيم.
وربما أيضا لأن الإمام الشافعي ولد في غزة والرئيس التركي له موقف صريح بالنسبة للعدوان الإسرائيلي على أهل غزة الحاليين متفقا بذلك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أما الاحتمال الأخير فإن الإمام الشافعي قد وافته المنية في آخر شهر رجب وبالتالي تكون ذكراه قد حلت منذ أيام فأراد الرئيس أردوغان إحياء هذه الذكرى بطريقة خاصة جدا تقديرا وإعزازا للإمام الذي وصف بأنه كالشمس للدنيا والعافية للناس.
من هنا فإن تلك العودة للعلاقات بين تركيا ومصر ستعكس نتائج بالغة الأهمية إقليميا وعالميا وعلى سبيل المثال فإن الكلام الذي قاله الرئيس أردوغان عن ليبيا بالذات إنما هو كلام يعطي انطباعا بأن الأزمة الليبية قاربت على الانتهاء بناء على المصارحة بين الزعيمين السيسي وأردوغان..
قال الرئيس أردوغان إنه والرئيس السيسي أكدا على ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين بشأن الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد.
كما أكد الرئيس أردوغان على أن نجاحه هو والرئيس السيسي في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا يمثل نموذجا يحتذى حيث إن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات فيما بينها.
والآن: هل يتعلم الذين مازالوا يعيشون أسرى ماضٍ ضيق أن السياسة هي مفتاح الأمل حاضرا ومستقبلا أما العنف والعنف المضاد فقد أثبتت كافة التجارب الإنسانية أن تكلفتهما باهظة وباهظة جدا.
***
وليهنأ كل الساعين نحو السلام والمتفائلين بشأنه ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم كله.
***
و..و..شكرا