ظل الرئيس الأمريكى جورج بوش يطالب دول العالم -لاسيما الواقعة فى الشرق الأوسط- بإجراء إصلاحات سياسية وأمنية.. حتى جاء اليوم الذى باتت فيه أمريكا كلها تردد نفس النغمة لكن المطالب بالإصلاح هذه المرة داخل بلاده هو الرئىس جورج دبليو بوش نفسه..!

بتاريخ: 24 يوليه 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

ما إن صدر تقرير لجنة التحقيق فى أحداث 11 سبتمبر حتى «هاجت الدنيا».. الصحافة، ومحطات التليفزيون، وأعضاء الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه بوش شخصيًا، وقيادات الحزب الديمقراطى.. الجميع يحملون الإدارات الأمريكية السابقة والحالية مسئولية ما حدث الأمر الذى يحتم بإجراء تغييرات جذرية وحاسمة.. وعاجلة..!

لقد قال التقرير بالحرف الواحد إن خاطفى الطائرات استغلوا وجود «إخفاقات مؤسساتية» خطيرة.. فتمكنوا من القيام بضرباتهم «الموجعة» فى توقيت واحد..!

بل إن رئيس اللجنة (توماس كين).. الذى تربطه علاقات وثيقة بالمحافظين الجمهوريين أعلن صراحة أن فشلا ذريعًا حل بالسياسة والتنفيذ وتشغيل الخيال.. إن ما حدث يعد نتيجة سلسلة إهمالات متصلة يستحيل التغاضى عنها..!

* * *

بديهى أن ينتهز الفرصة جون كيرى المرشح الديمقراطى للرئاسة ومنافس بوش ليتهم الإدارة الحالية بالتمزق مشيرا إلى أن التناحر بين كل من البيت الأيض، والخارجية، والدفاع قد وصل أقصى مداه مما انعكس تلقائيًا على شتى مجالات الحياة.. وبالتالى لابد من اتخاذ تدابير عاجلة لحماية، وإنقاذ أمريكا..!

* * *

باختصار شديد.. إن كل مجتمع من المجتمعات لم يصل أبدًا ولن يصل إلى مستؤى المدينة الفاضلة التى ليست سوى خيال* خيال.. فها هى أمريكا بكل إمكاناتها، وأموالها، وثرواتها، وعقولها، واختراعاتها اكتشفت أنها فى حاجة إلى تحديث فى الوسائل، والأساليب.. بل إلى إعادة تربيط «الصواميل» من جديد..

الأكثر والأكثر.. أن الجزر المنعزلة فيها يندى لها الجبين ولقد عبر تقرير لجنة 11 سبتمبر عن ذلك تعبيرًا صادقًا عندما دعا إلى تعيين «مسئول كبير» تنضوى جميع وكالات الاستخبارات تحت لوائه بشرط ألا يكون وزيرًا.. بعد أن ثبت أن كلاً من وكالة الاستخبارات، ومكتب التحقيقات الفيدرالى لم يتبادلا المعلومات فيما بينهما كما عجزا عن تحليل البيانات التى كانت تصب عندهما.

* * *

على الجانب المقابل.. فإن الرأى العام يمارس ضغطًا عنيفًا ضد البيت الأبيض المتهم «حاليًا».. بمحاربة الحرية، والديمقراطية إذ لم يستجب الرئىس بوش لنداءات أبناء شعبه، وكثير من شعوب العالم.. بعدم شن الحرب ضد العراق والتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين البغيضة والكريهة..!

* * *

السؤال:

هل يقوم الرئىس بوش بإحداث التغييرات.. وإلى أى مدى..؟! وهل سيستمر فى الحديث عن إصلاح بيوت الآخرين.. بينما بيته مهترىء.. ممزق.. آيل للسقوط.. رغم كل الديكورات الخارجية..؟؟

من ناحيتى.. ليس لدى إجابة