والله.. والله.. لو أن في هذا الكون مجتمعا عالميا بمعنى الكلمة لأمر قيادته وأعضاؤه عن بكرة أبيهم بعد الاستماع إلى كلمة مصر التي ألقتها أول أمس أمام محكمة العدل الدولية المستشارة ياسمين موسى بتقييد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزير أمنه القومي بن خفير وإلقائهما في غياهب الجب وتركهما يتجرعان الخوف والظلام والبرد القارس حتى يعترفا بأن الله حق وأن سياسات القهر والاستبداد والظلم لابد أن يكون لها آخر.
أقول ذلك بعد أن سمعنا ورأينا وتابعنا التعليقات من شتى أرجاء العالم والتي يؤكد أصحابها على موضوعية ورقي أسلوب الخطاب المصري واستناده إلى وقائع ثابتة وليس مجرد شائعات أو نظريات منها ما قد تحقق ومنها ما لم يتحقق فضلا عن تمكن المستشارة ياسمين موسى ملقية الخطاب من إنجليزيتها المبهرة ومن بساطة شخصيتها المتمثلة في الزي الذي ارتدته والذي ينم عن قدر عالٍ من الثقة بالنفس خصوصا في ظل استبعاد أي نوع أو شكل أو لون من خطوط الماكياج المتعارف عليه.
***
أعود لأكرر إن هذا المجتمع الدولي لو كان قائما بحق لأجبر الإسرائيليين على ضرورة الانصياع إلى الطريق القويم لكن للأسف حدث العكس.. لقد نقبت الولايات المتحدة الأمريكية عن ثغرة يمكن أن تشغل الدنيا كلها بصرف النظر عما إذا كان يرجى منها خير أم لا.. ولقد وجدت هذه الثغرة في محكمة أممية بلاهاي يمكن أن تنظر في قرارات محكمة العدل الدولية وبالفعل لجأت لهذه المحكمة مطالبة إياها بعدم تقديم أي رأي استشاري أو غير استشاري يدعو إسرائيل إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي المحتلة.
على الجانب المقابل زاد نتنياهو في غيه وضلاله وقامت طائراته بقصف البقية الباقية من أعضاء حماس الذين فروا إلى المستشفيات والمدارس وأنقاض المباني التي باتت "جحورا" للثعابين والقطط والكلاب.
الأكثر والأكثر أن وزير الأمن القومي عندهم المدعو بن خفير أعلن أنه سيوزع الأسلحة على سكان المستوطنات دون أي قيود حتى يتمكنوا من صد الغارات الفلسطينية هذا إلى جانب فرض قيود صارمة على المسجد الأقصى تبدأ من اليوم (الجمعة) وحتى نهاية شهر رمضان بحيث لا يؤدي الصلاة فيه إلا قلة قليلة معظمهم من تجاوزوا الخمسين أو الستين عاما واللي عاجبه..!
لذا.. عندما تجيء أمريكا لتقول إنها متفائلة بتوقيع اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى قبل بداية شهر رمضان فمن الصعب تصديق هذا الكلام اللهم إلا إذا كان اتفاقا جديدا لتوزيع الأدوار تتكرر فيه المقولة الشهيرة بأن من لا يملك وعد من لا يستحق..
وهكذا تزداد الدوائر المغلقة انغلاقا ويستمر المتآمرون في توزيع مكائدهم ربما لأن ما حدث خلال الـ 75 عاما الماضية من الزمان لم يشف غليلهم..
***
و..و..شكرا