مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 22 مارس 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

صباح الخير.. صباح الأمل.. صباح بسمة السعادة التي رسمتها أمك على شفتيك منذ سنوات عدة وتحاول الآن أن تعيدها إليها بسمات وبسمات.

بداية.. اسمح لي أن ألفت نظرك إلى شيء مهم وأساسي ألا وهو أنك تخاطب أمك قائلا.. كانت حكايتي معك تمتد إلى سنوات طويلة فالصحيح أنها حكايتك معي لأني الذي جئت إليك وأنت شابة أنيقة ممشوقة جعلتني أفخر وأتباهى بأنك سيدة سيدات هذه الدنيا.
***
أيضا عفوا ثم عفوا لماذا توجه خطابك اليوم بالذات أي يوم 21 مارس فشهور العام كله وأيامه كلها ملكها وحدها ومع هذه الأيام أنا لا أختار الوقت الذي نتسامر فيه فهذا من حقك ومن حقك وحدك وليس لأحد حرية التدخل في دقائق وتفصيلات حياتك.
ثم..ثم.. كيف أو بالأحرى كيف تنتظرين إلى يوم اللقاء بيني وبينك لتستلمي مني الهدية فهل نسيت أنتِ هديتي وأنا أيضا هديتك نسير معا أحلى الخطوات ونتطلع سويا إلى أعلى وأرحب الآفاق العلى..؟!
***
عموما كل عام وأنت وحدك بألف خير.. وحين أقول"أنتِ" فأنا أقصد الأمهات جميعا حيث لا يوجد ما يفصل بين أم وأخرى أو ما يضع أما فوق أعلى القمة.. وأما على أولى درجات سلم الحياة..
إذ لولا وجود هذا السلم ما كان لسطوع الشمس أو ضوء القمر أدنى وجود.
وهكذا استنادا إلى تلك الحقائق إياك.. إياك أن تصدق أنني أو أنت أو هو أو هي يمكن أن نتجرأ يوما ونرتكب فعلا أو ننبس ببنت شفة تحمل -لا سمح الله- صرخة يمكن أن تمس من قريب أو من بعيد سلاسل حنجرتك الذهبية..!
حتى لو فرض وحدث ذلك لأسباب مزقت أقصى درجات الخيال فلا تدعها تتألم أو تتوجع أو تذرف أحر دموع المياه عندما تبلغ درجة غليانها3 ,373 درجة مئوية.
***
أخيرا.. يا أمنا العزيزة التي اختارك الله سبحانه وتعالى لكي تكوني بجواره في سمائه العلى.. أرجو أن تقبلي منا هذه الرسائل المتدفقة حبا وحنانا وشوقا وسراجا منيرا فأنت لك الأولوية في شغل موقعك السعيد في الجنة التي عرضها السموات والأرض التي أعدت للمتقين والتي نؤمن جميعا بأنك منهم -بإذن الله سبحانه وتعالى-
أما أيتها الأم التي أكرمنا الله سبحانه وتعالى بأن تظلي بيننا فواجبنا ومسئوليتنا أن نحاطك بكل مشاعر الحب وأحاسيس الإعزاز ورسم مشاهد الأمل والتفاؤل والتضحيات ألف مرة ومرة في اليوم الواحد.
***
و..و..شكرا