مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 24 مارس 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

كثيرا ما خرجت من عاصمة العلم والفهم والإدراك السليم تحذيرات وتنبيهات تدور كلها حول حقيقة مؤكدة تقول إن الإرهاب يولد إرهابا.. والإرهاب هو الإرهاب في كل زمان ومكان.. لا يعترف بالحدود ولا بالأخلاق ولا بالقيم ولا بالأعراف .. كما تضمنت تحذيرات القاهرة عاصمة الوعي القويم والسياسة النظيفة ضرورة كف أيادي الإسرائيليين عن الاعتداء على الفلسطينيين والعمل على منحهم حقوقهم المشروعة بما فيها إقامة دولتهم المستقلة لأن فقدان هذا الشعب الأمل في حياة كريمة يدفع الآخرين للاشتراك في خوض معركته سواء عن قصد إيجابي مائة في المائة أو لمجرد ممارسة دوره الإرهابي ليس إلا.

***
أقول ذلك بمناسبة ما حدث في العاصمة الروسية موسكو حيث تم تفجير واحد من أهم مسارحها مما أدى إلى مصرع أكثر من سبعين شخصا وإصابة وجرح ما يزيد عن المائة .. وقد كان واردا أن تصل تلك الأعداد إلى أضعاف مضاعفة لو أن التفجيرات قد تمت بعد أن يشغل المتفرجون أماكنهم داخل صالة المسرح الشهير لكن شاءت الأقدار أن يحدث ما حدث قبل التجمع الجماهيري.
***
للأسف لا يريد الإسرائيليون أن يفهموا أن أفعالهم الإجرامية الدامية تجاه حركة حماس في غزة تترك كل يوم تأثيرات موجعة وأليمة على مستوى العالم كله وبالتالي يظهر كل يوم أيضا من يتطوع للانتقام من هؤلاء الأشرار المعتدين تعاطفا مع شعب ليس لأي واحد من أبنائه أي قدرة للدفاع عن نفسه وعن زوجته وعن أبنائه الصغار ومنهم للأسف مازال جنينا في رحم أمه.
وفي نفس الوقت تنتهز فئات أخرى من الإرهابيين فرصة الانشغال الكبرى مع الفلسطينيين ليعدوا عدتهم لضرب من أجبروهم يوما على الانزواء أو الاختفاء أو إعلام عن انسحابهم بعد ضربتهم النكراء.. وهذا ما حدث يوم الجمعة الدامي.
لقد استفز سفاح القرن نتنياهو العالم كله بتصريحاته حول إبادة الفلسطينيين إبادة شاملة وكاملة سواء في غزة أو..أو..رفح.
ولقد أخذ بالأمس يعلن إصراره من جديد على اقتحام رفح بصرف النظر عن تأييد أمريكا أو عدم تأييدها وبعيدا عن بنود اتفاقية السلام المنعقدة بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٧وبذلك يكون قد أنشأ جبهتين للقتال مما يضعف تلقائيا من قوته فقفزت ميلشيات داعش كالذئاب المفترسة لتصفية الحسابات القديمة.
***
يعني باختصار شديد نعود لنؤكد أن هذه الجرائم الشنعاء ضد الفلسطينيين من جانب إسرائيل ستشكل بين كل يوم وآخر نيران الإرهاب في شتى أرجاء الدنيا.
من هنا فالسؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
هل تخلع إسرائيل أردية العناد والتكبر حماية لأهلها ولأهل مؤيديها ومسانديها ومشجعيها على ارتكاب الفواحش أم سوف تستمر على غيها وضلالها متبعة السياسة الشمشونية الشهيرة: احرق المعبد على من فيه
الآن.. وأيضا على من فيه حاضرا ومستقبلا.
وكنت أنتوي أن أختم المقال بعبارة: دعونا نرقب وننتظر..!
لكن من أين يتأتى لنا الوقت لنفعل ذلك وسط هذا الإرهاب الضاري الذي سيعم سماء وأرض العالم وعندئذ سوف نبكي جميعا على الأطلال من يذرف الدمع يذرف الدمع ومن يتوجع يتوجع منتظرا مصيره المحتوم من قبل صاحب العزة والجلال والأمر بيد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد.
***
و. .و.. شكرا