الحكومة جادة ليس في ذلك شك في إشراك القطاع الخاص في تنفيذ خطط التنمية سواء قصيرة الأجل أو طويلة بل ويمكن القول إنها متحمسة أيضا لتطبيق هذه الرؤية الجديدة "القديمة".
لكن السؤال: وهل القطاع الخاص لديه نفس القدر من الحماس الحكومي أم الأمر مختلف؟!
تأتي الإجابة على ألسنة كبار رجال القطاع الخاص الذين يؤكدون أن الحكومة تقول كلاما ثم تفعل غيره..!
كيف؟!
مثلا لأنها تصر على إنتاج سلعة معينة هي نفسها التي ينتجها القطاع الخاص لكن الخلاف يكمن في أن الحكومة تبيعها بسعر أقل كثيرا عن القطاع الخاص وبالتالي تكون قد أسهمت في إبعاده.
ثم.. ثم.. إن الحكومة ذاتها لا تريد تطبيق قراراتها التي تصدرها أو أصدرتها لفك القيود المكبلة بها أيادي القطاع الخاص مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية وحتى إذا أرادت فإنها تضع شروطا صعبة لتنفيذ تلك الإعفاءات أما بالنسبة لتدبير العملات الأجنبية فمازالت البنوك حتى الآن متقاعسة أو متخاذلة أو مضطرة لعدم التفريط في هذه العملة وبالتالي تعرض على المستورد تدبير قيمة المقدم فقط والسماح له بتحويلها إلى المورد الخارجي لكن هذه ليست ميزة هي الأخرى إذ أن ذلك المورد الخارجي يريد نقوده كلها لاسيما في ظل الأزمة التي تعرض لها الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية واضطرت الشركات الخارجية إلى المشاركة في تحملها رغما عنها.
***
هناك أيضا مشكلة القروض بفوائدها حيث إن معظم تلك القروض قد تضاعفت مرات ومرات نتيجة عدم السداد وعندما تتوفر النية لتسوية القرض لا تبدي البنوك أي رغبة في المساعدة مما يزيد الأمور تعقيدا أكثر من اللازم.
***
عموما فإن رجال القطاع الخاص متفائلون هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى لأنهم يجدون من يستمع إليهم من أول رئيس الوزراء وحتى أصغر موظف بنك كما أن الزيارات الميدانية التي يقوم بها مدبولي لمواقع المصانع والشركات في مدينة العاشر من رمضان مثلا تعطي انطباعا إيجابيا ولا شك.
***
إذن ما هو المطلوب الآن؟!
لا جدال أن جوانب الصورة أصبحت أكثر اتضاحا كل ما هناك إذابة الجليد بين الجانبين وضروري أن يفهم كل منهما أن النجاح في هذا الصدد لا ينسب لطرف دون آخر بل يشارك فيه أطراف المعادلة الثلاثة وهي القطاع الخاص والحكومة وقطاع الأعمال العام.
***
في النهاية تبقى كلمة:
سوف ينسب للحكومة مدى سعة أفقها ومقدار حسن نواياها وهذا يضاف ولا شك إلى سيرتها الذاتية التي تفيدها في مجالات شتى سواء الآن أو مستقبلا.
نفس الحال بالنسبة للقطاع الخاص الذي ستحترم الجماهير حرصه على توفير السلع بأسعار معقولة والتأكيد بين كل يوم وآخر على أنه بريء من العناصر التي نبتت وتربت على الجشع والطمع والتلاعب بأقوات الناس.
***
أخيرا هناك ثمرة تساقطها الشجرة لكن فائدتها تتوه وسط المجتمع الذي أصبح الآن مشغولا بوسائل تطويره والارتفاع بمستوى معيشة أبنائه.
هذه الثمرة التي أعنيها تتمثل في الابتعاد الحقيقي للشباب عن العمل في الحكومة والقطاع العام طالما أنهم يحققون دخلا أكبر.. ويتمتعون بميزات ليست متوفرة عند الذين كانوا يضيعون وقتنا ووقتهم يوما في مجالات إسراف لا تستحق الالتفات إليها ولا بغمزة عين ساخرة..!
***
و..و..شكرا