هل العرب تعودوا على ألا يستفيدوا من التجربة والخطأ.

بتاريخ: 30 يوليه 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

وهل من سماتهم الأساسية.. أن يظلوا فى انتظار الكارثة حتى تقع.. وبعد ذلك.. يصيحون.. ثم يستسلمون..؟!

أقول ذلك بمناسبة التقرير الذى أعدته جماعة الدول العربية عن الأوضاع فى دارفور.. وأوضحت فيه أن أعضاء بعثتهم الذين أوفدتهم إلى هناك لاحظوا غياب التواجد العربى سواء من جانب منظمات عامة أو خاصة أو أهلية.. بل حتى الأشخاص الذين يعملون فى هيئات الأمم المتحدة لا يوجد بينهم عرب فيما عدا واحدًا فقط ضمن برنامج الغذاء العالمى..!

أكثر من ذلك.. فقد تعرضت بعثة الجامعة أثناء تفقدها لمعسكرات اللاجئين فى تشاد إلى هجوم عنيف شنته أعداد كبيرة من زبناء دارفور بسبب تخلى العرب عن نجدة ومساعدة وإغاثة إخوانهم مشيرين إلى أنهم يعتمدون فى معيشتهم على المعونات المقدمة لهم من دول ومنظمات أوروبية وأمريكية..!!

بصراحة.. إنها أمور يندى لها الجبين.. ففى الوقت الذى تتعالى فيه الأصوات مطالبة الولايات املتحدة الأمريكية بعدم الاقتراب.. فإن أصحاب تلك الأصوات أنفسهم يقفون تلك المواقف السلبية.. بينما المسئولية تقتضى ضرورة تقديم العون والدعم ماديا، ونفسيا، وعينيًا حتى يجتاز السودان الشقيق الأزمة وبذلك يغلقون أى ذرائع أو حجج للتدخل.. أو لفرض عقوبات ضد أبناء شعبه..!!

* * *

المشكلة الأساسية فى دارفور.. أن الناس هناك يعيشون فى حالة فقر مدقع.. ليس وليد اليوم.. لكنه نتاج سنوات طويلة ماضية صعبة وثقيلة.. بحيث أصبح طبيعيًا أن يقتل الرجل شقيقه أو أباه من أجل لقمة خبز يسد بها رمق طفله الصغير..!

* * *

على الجانب المقابل.. فإن أثرياء هذا العامل.. ودوله الصناعية «الكبرى» التى تقحم نفسها فى كل ما يعنيها وما لا يعنيها.. جميعهم يتحملون ذنوبًا كبرى بالنسبة لما وصل إليه الحال فى تلك المنطقة من زفريقيا.. حيث زادت أعباء الديون مع الرفض البات عن التنازل عنها أو جزء منها.. والامتناع عن المشاركة فى عمليات التنمية فضلا عن تغذية الصراعات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.

* * *

وفى النهاية تبقى كلمة:

لقد كنت تصورت أن الجامعة العربية قد أغفلت مشكلة دارفور.. لولا أن أمينها العام «اليقظ» دائما أبلغنى أنهم منذ اليوم الأول.. وهم مهمومون بالمشاكل.. منغمسون فى الأحداث الدرامية المتعاقبة.. وأحسب أن «عمرو موسى» شأنه شأن أى عربى يتمنى من أعماقه.. أن يسود التضامن، وأن تتسع الرؤى، وأن يعرف «الكبير» أنه لن يستمر «كبيرًا» إذا إذا مد يده للصغير..!

لكن أين يكون التطبيق العملى.. ومن أين نأتى بآلية التنفيذ..!

ذلك هو بيت القصيد..!