سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "المشير الزاهد الذي حمى مصر في أصعب وأدق مراحل التاريخ"

بتاريخ: 23 يناير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*بمناسبة مرور ثماني سنوات على أحداث 25 يناير

*المشير الزاهد

صفحات مطوية من حياة الرجل الذي حمى مصر في أصعب الأوقات

*سلَّم محمد مرسي السلطة وهو غير راضٍ

المهم..إنقاذ الوطن من الوقوع في براثن الإرهاب

*شارعا حسين شفيق المصري وجمال عز الدين سلامة شاهدان على تواضع الرجل وبساطته

*وشهادة اللواء سمير فرج نقلا عن وزير الدفاع الأمريكي:

أدار دفة البلاد بحكمة وكياسة

على مدى عشرين شهرا

*الرئيس السيسي .. وتكريم مشكور

سبقني الكاتب المتميز محمد أمين في الحديث عن المشير حسين طنطاوي من خلال عموده في المصري اليوم وقبله كان اللواء سمير فرج الذي يكتب سلسلة مقالات تحت عنوان"شخصيات في حياتي" وخصص حيزا كبيرا منها للشخصية التي حظيت بحب وتقدير الجيش والشعب معا.

أشاد محمد أمين بوقفته خلال أحداث 25 يناير وبعدها معلنا في صراحة وشجاعة أنه يقود جيش مصر وليس جيش الرئيس.

أيضا.. شهد اللواء سمير فرج مدير عام الشئون المعنوية السابق بالقوات المسلحة نقلا عن وزير الدفاع الأمريكي بأن المشير طنطاوي أدار دفة البلاد بحنكة وكياسة على مدى عشرين شهرا.. وكلام اللواء سمير موثق.. ومكتوب.. وأيضا منشور على الملأ.

ورغم كل ذلك.. فإن هناك جوانب عديدة أخرى في حياة المشير طنطاوي ربما لم يتطرق إليها أحد من قبل.. لكني أرى أن التابلوهات "الإنسانية" في هذه الحياة لا تنفصل عن الصور العسكرية والسياسية.. إنها جميعا.. تمس حقائق عديدة قد يحتاج التاريخ إلي تسجيلها في ملفاته التي تتداولها الأجيال جيلا بعد جيل.

***

بعد إعلان فوز محمد مرسي في الانتخابات التي جرت 2012 والمظاهرات التي أشعلها الإخوان احتفالا بهذا النصر.. والتهديدات التي أطلقها أعضاء مكتب الإرشاد ومعهم التنظيم العالمي للإخوان فضلا عن انحياز أمريكا السافر لهذا الفصيل المتطرف.. حرص المشير طنطاوي.. على نقل السلطة في يسر وسهولة وسلام.. وبذلك فوت الفرصة على عتاة الإجرام .. الذين يكشرون عن أنيابهم .. مما أدى إلى إنقاذ الوطن بالفعل من حمامات دم طالما تشدق بها وروج لها.. أولئك الذين خرجوا من الدهاليز الضيقة..وأوكار الظلام وهربوا من زنزانات السجون يحملون في قلوبهم الغل كله..والرغبة العاتية في الانتقام الدامي..!

هنا نعود للواء سمير فرج الذي  يستشهد بـ "ليون بانيتا" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق الذي عزا أمن واستقلال ووحدة مصر إلى قدرة وكفاءة المجلس العسكري الذي أدار شئون مصر برئاسة المشير طنطاوي والذي بدونه كانت الأوضاع تدهورت  مثلما حدث في سوريا والعراق.

***

ومع كل ما ذكر.. ونشر .. فإن ثمة جوانب خفية في حياة المشير طنطاوي أهمها ما يتعلق بسلوكه الإنساني سواء داخل محيط أسرته.. أو إزاء أصدقائه وجيرانه وأقاربه.

أنا شخصيا.. جاورت المشير طنطاوي خلال حقبة زمنية  معينة بدأت منذ أوائل الستينيات وحتى منتصف السبعينيات تقريبا.

كان الضابط الشاب يقطن في شقة متواضعة بشارع اسمه شفيق حسين المصري بمنطقة النزهة بمصر الجديدة وتصادق أنني سكنت في أخرى مماثلة بالشارع المقابل "جمال عز الدين سلامة" وقد أدى هذا الجوار الطيب.. إلى أن يتزامل أبنائي وأبناؤه حيث التحقوا بمدرسة واحدة تأتي سيارتها صباح كل يوم لتوصيلهم وإعادتهم ..!

وذات يوم.. وجدت الرائد محمد طنطاوي أمام باب منزلي الذي أشار لسائق السيارة طالبا منه التوقف وقال إنه أراد الاطمئنان على ابني وائل وابنتي ريهام مثلما فعل مع نجليه إيهاب وشريف.

وبعد أن تحركت السيارة وجدته يقول لي بحسم:

اسمع يا أخ سمير.. لقد عرفت أن ابنك وابنتك يسيران على قدميهما حتى منزلي الذي اختير كنقطة تجمع وأنا بصراحة أرفض ذلك.. فهل ابني أفضل عندي من ابنك أو ابنتك..!

أرجوك.. دعنا نتفق على أن تكون الحكاية بالدور.. بحيث تتوقف السيارة ثلاثة أيام في الأسبوع عندي وثلاثة عندك.. فالمساواة حتمية وواجبة..!

من يومها والحق يقال شدني الرجل ببساطته وتواضعه وأدبه الجم وإني هنا أذكر موقفا مماثلا حدث منذ أسابيع.

كنت أؤدي واجب عزاء في المسجد الذي يحمل اسم المشير طنطاوي في التجمع الخامس..وكان الطابور طويلا.. أمام مدخل القاعة حتى شعرت بمن يربت على ظهرى محييا ..وكان الرجل الذي حرص الرئيس السيسي على تكريمه بإطلاق اسمه على المسجد وعلى أهم محاور التجمع الخامس.. وهو -ولا شك-  تكريم مشكور.. 

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد عرفت من مصادر متنوعة أنه حينما تولى المشير عبد الفتاح السيسي وزارة الدفاع وقيادة الجيش.. أعرب المشير طنطاوي عن بالغ ارتياحه مرددا.. الحمد لله.. الحمد لله.

الآن نطمئن إلى أن مصر ستبقى بإذن الله في أمان.

***

في النهاية تبقى كلمة:  

  في تاريخ المجتمعات.. رجال.. أسهموا إسهامات مشهودة في صون المال والعرض والتراب الوطني..والدين.. و..و..

وإنصافا للحقيقة..فإن المشير طنطاوي خير نموذج لهؤلاء الرجال الذين تحدوا أقسى الصعاب بما فيها من مؤامرات ..ومكائد .. وعمليات شد وجذب بالغة التعقيد وذلك في الفترة من 11 فبراير عام 2011 حتى أول يوليو 2012 مما استحق التقدير.. والإعزاز.. و..و..والاعتراف بالفضل.

***