سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " أليس غريبا.. أن تكون " الدوحة" مقر الوساطة بين الأمريكان وطالبان ..؟! "

بتاريخ: 30 يناير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أليس غريبا.. أن تكون " الدوحة"مقر الوساطة بين الأمريكان وطالبان ..؟!

*حرب استمرت 18 عاما ضد الإرهاب.. ثم تنتهي.. بعقد صفقات مع الإرهابيين.. ومؤيديهم!!

لم يكن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يتوقع وهو يقف يوم 12 سبتمبر عام 2001 معلنا غزو أفغانستان والقبض على أسامة بن لادن حيا أو ميتا أن الحرب التي اندلع لهيبها يوم 7 أكتوبر من نفس العام سوف تستغرق سنوات وسنوات.

نعم.. لقد تم إسقاط حكم طالبان وفر زعيمهم الملا عمر ومعه أسامة بن لادن الذي سبق أن رفض شرط أمريكا بتسليمه لها مقابل عدم شن الحرب.

***

منذ ذلك التاريخ.. والأحوال لم تهدأ في أفغانستان رئيس جمهورية يأتي وآخر يجيء.. وقادة عسكريون أمريكان وغير أمريكان يديرون المعارك ليثبت في النهاية أن حسابات الرئيس بوش كانت خاطئة بنسبة كبيرة ..!

ولعل أبلغ دليل اضطرار واشنطن  لطلب وساطة قطر التي تربطها علاقات جيدة مع طالبان من أجل وقف القتال وبالتالي انسحاب أمريكا انسحابا منظما على مدى 18 شهرا..!

هنا.. دعوني أتوقف قليلا أمام عدة حقائق أساسية:

Xأولا : أليست تلك الوساطة تؤكد أن قطر وثيقة الصلة بالإرهابيين وأنها تملك مفاتيح التعامل معهم..؟!

Xثانيا: ألا تجيب الأحداث بهذا التسلسل الغريب عن سبب وقوف أمريكا على الحياد في الخلاف القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي بل وحرصها على عدم إغضاب الدوحة رغم يقينها الكامل بمساندة حكومة الحمدين للإرهاب والإرهابيين في أماكن شتى من العالم..!

Xثالثا: تصوروا أمريكا هي التي تعرض الصلح مع طالبان رغم زوال حكمهم منذ ما يزيد على الـ18 عاما مما يؤكد أن خلاياهم مازالت قائمة.. بل مؤثرة وقادرة على زعزعة الاستقرار .. وإشاعة الفوضى في أفغانستان وأيضا باكستان..

Xرابعا: زيارة المبعوث الأمريكي زكاي خليل زاد للدوحة ولقاؤه مع ممثلي طالبان ثم وصول معصوم ستانكزي مدير الاستخبارات الأمريكية للعاصمة القطرية لنفس الغرض.. كل ذلك ألا يدعو القطريين للاستمرار في طريقهم الذي لا يرضي عنه الجيران وغير الجيران ضاربين عرض الحائط بأية عقوبات توقع عليهم.. ماداموا يتمتعون بمظلة الحماية الأمريكية والتي لم يحصلوا عليها بالمجان.. بل ها هو المقابل واضح ومكشوف للعيان.

Xخامسا: رفض ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم طالبان المدة الزمنية للانسحاب والتي حددتها أمريكا بـ18 شهرا يشير إلى وجود مناطق ضعف ومناطق قوة.. باتت تتداخل مع بعضها البعض بحيث يتعذر معرفة من المنتصر ومن المغلوب في هذه الحرب التي أوقعت مئات الألوف من القتلى والجرحى بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل.

***

في النهاية تبقى كلمة:

ها هي أمريكا تعلن انسحابها من سوريا ثم تتباطأ.. نفس الحال بالنسبة للعراق.. وحينما جاء الدور على أفغانستان.. لم تجد بدا من رفع الرايات البيضاء..!

ورغم ذلك كله.. هل نجحت في القضاء على الإرهاب كما تؤكد مرارا وتكرارا أم أن الدواعش مازالوا موجودين ومن يضمن ألا تسترد طالبان عافيتها مرة أخرى وتعود لفرض سيطرتها على أفغانستان كما كان الحال قبل غزو 2001؟؟

كلها أسئلة لا تجد جوابا حتى عند من أشعلوا الحرب والذين هم أنفسهم يريدون إطفاء نيرانها وفقا للنظرية الخرافية.. "من أحضر العفريت.. عليه صرفه"!!

***