سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " تعبئة جماهيرية شاسعة.. لاقتلاع جذور الإرهاب "

بتاريخ: 21 فبراير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* تقرير سياسي عن أحداث الساعة

* تعبئة جماهيرية شاسعة.. لاقتلاع جذور الإرهاب

* هذه العمليات الخسيسة.. لا تقابل إلا بإرادة أشد صلابة.. وإصرار علي مواصلة الحرب الشاملة

* جفت ينابيع التمويل.. فعاد"الحرامية"لممارسة نشاطهم!

* تحية إجلال وتقدير لجهاز الأمن.. الشهداء.. والأحياء سواء بسواء

* حتي الآن.. مازال التعامل الدولي مع دعاة البغي والإثم والعدوان مائعا.. أو محرضا!!

*الخلاف بين أمريكا وأوروبا.. حول "الدواعش" ألا يدفع منظمات الشر إلي ارتكاب المزيد من سفك الدماء؟

* وما ترتكبه إسرائيل تجاه الفلسطينيين.. إرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معني..!

* انتبهوا.. تقدم الأطباء للعمل مدرسين "مؤقتين" يستحق دراسة واعية ومستفيضة..!

* عفوا.. نريد أن نفهم فقط!

* خسارة بنك البنوك "الفادحة" ألا تثير الدهشة.. وتتطلب الشرح والتفسير..؟!

شيء طبيعي أن نحزن..وأن نتـألم حينما يسقط من بيننا شهيد أو شهداء لم يتوانوا عن فداء الوطن بأرواحهم الغالية..!

في نفس الوقت من حقنا أن نتساءل:

وماذا بعد..؟!

وإلي متي يظل الإرهاب اللعين يفاجئنا بين كل يوم وآخر بضربة مفاجئة أليمة وموجعة..؟!

بداية.. يجب أن نضع في الاعتبار عدة حقائق أساسية:

أولا: كلما ارتفع صرح من صروح التنمية.. سوف يأتي من يحاول إفساد الفرحة سواء أكان اسمه الحسن عبد الله.. أو هشام عشماوي.. أو محمد البلتاجي.. أو صفوت حجازي أو..أو.. لأن أمثال هؤلاء جميعا تربوا علي الحقد وعلي كراهية الآخر وعلي عدم الانتماء الذي أفقدهم بالتالي أبسط مبادئ الأخلاق..

في نفس الوقت.. فإنهم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات خسيسة في أيادي جماعات أو منظمات أو دول طالما تمنت أن يعيش المصريون.. في قهر وذل وهوان!

وللأسف.. كل هؤلاء معروفون.. وجميعهم يمارسون ضلالهم وبهتانهم دون وازع من دين.. أو ضمير.. أو أخلاق وتصل بهم البجاحة إلي إلصاق التهم بغيرهم.. فرغم أنهم إرهابيون لحما ودما إلا أنهم يطالبون من هم علي الجانب الآخر من الطريق بالكف عن أعمال التقتيل.. والاغتيال.. والعنف والتدمير..!

ثانيا: أصحاب العقول المنغلقة.. أو الذين سلموا زمام أمرهم لعتاة الإجرام.. ضد "فكرة الديناميكية" بمفهومها الشامل والواسع.. أي أنهم يرون في تطوير المجتمع وتحديثه.. نوعا من أنواع الرفاهية أو التمدين..!

ومصر في عصرها الجديد.. ترتدي كل يوم ثوبا جديدا.. وتكتسي بمظاهر الحضارة والنهضة في شتي مجالات الحياة وبالتالي.. لا يجدون

أمامهم سوي محاولة إطفاء نور البهجة وشعاعات الأمل والتفاؤل.

ثالثا: رغم التحذيرات الدائمة والمستمرة والنصائح المجردة من جانب مصر لأوروبا وأمريكا.. فإن التعامل مع الإرهاب في تلك الدول مازال مائعا.. ومهتزا.. وعرضة للمواءمات والمساومات..!

نعم.. إنهم يعقدون المؤتمرات التي تحمل عناوين عريضة عن "الأمن.. والسِلم" وما إلي ذلك.. لكن في النهاية الممارسة هي نفس الممارسة والتوجهات هي ذات التوجهات..!!

ونحن لو أمعنا التأمل فيما يجري من سجال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء أوروبا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا بشأن "الدواعش" الذين تحتجزهم القوات الأمريكية في سوريا.. وكيف أن ترامب يهدد بإطلاق سراحهم إذا لم تتسلمهم حكوماتهم..!

أقول.. لو أمعنا التأمل في ذلك.. لأدركنا أن أمريكا التي تزعم محاربتها للإرهاب.. هي نفسها التي تخلق المناخ الذي يشجع دعاته ومخططيه علي الاستمرار في سلوكياتهم الرديئة..!!

رابعا: ما ترتكبه إسرائيل في حق الفلسطينيين.. إنما هو إرهاب

* إرهاب دون منازع.. ولنأخذ ما جري خلال اليومين الماضيين فقط أمثلة واقعية وحية..

* إغلاق إسرائيل باب الرحمة في المسجد الأقصي لمنع المصلين من الدخول

* اقتطاع مبالغ من أموال الضرائب المستحقة للفلسطينيين.. مما يؤدي إلي عدم صرف مرتبات الموظفين.. وبالتالي تضورهم هم وأبناؤهم جوعا..

* هدم المنازل بصفة مستمرة فوق رؤوس قاطنيها.. ثم الاستيلاء علي الأرض التي كانت مقامة فوقها..!

كل ذلك.. ألا يسبب إحباطا لدي البشر في أي زمان ومكان خصوصا من يمسون بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالقضية الفلسطينية..؟

خامسا: تجفيف منابع التمويل بحيث لم يعد الإرهابيون يجدون المال الذي يشجعهم علي ارتكاب جرائمهم .

لقد أدي هذا الإجراء.. إلي أنهم أخذوا يبحثون عن وسائل أخري لتدبير الأموال.. وها هم عادوا لسرقة محلات الذهب.. والسطو علي عربات نقل الأموال.. ومهاجمة خزائن البنوك..و.. و.. كل ذلك أفقدهم البقية الباقية من توازنهم.. وجعلهم لا يعبأون بأي شيء فأقدموا علي استخدام الأحزمة الناسفة.. وعلي تفجير أنفسهم بأنفسهم..وكلها شواهد تؤكد علي ما سبق أن ذكرته آنفا..!

***

عموما.. رب ضارة نافعة هؤلاء الذين يحاولون الآن إثبات وجودهم رغم ما يتعرضون له من مواجهة أمنية وعسكرية شاملة.. ينبغي محاصرتهم جماهيريا.. من كل فج.. ومن كافة الاتجاهات.

نحن مطالبون جميعا.. بعمل تعبئة شاسعة يشارك فيها الكبير والصغير.. الرجل والمرأة.. الطالب والموظف..يعني كافة قوي المجتمع بحيث يعتبر كل واحد نفسه.. رجل أمن يدقق فيمن حوله.. ومن جاء اليوم ومن ذهب.. فإذا ما ساوره شك أو شكوك تجاه شخص بعينه.. لا يتواني عن إبلاغ الشرطة فورا..

ليس هذا فحسب.. بل إذا صادفت غريبا.. أو أحدا لم يسبق أن التقت عينك بعينه.. حاول الاقتراب منه.. والتعرف عليه.. فإذا ما وجدت منه صدا.. أو انتابك ريبة فيما بدا منه من رد فعل.. فلا تتردد أيضا في اتخاذ موقف.. إما من خلال إشراك الجيران أو الأصدقاء.. أو إبلاغ الشرطة فورا وأحسب أنك ستجد منها تجاوبا واستعدادا.. بل تقديرا وامتنانا..!

تأكدوا.. أن هذه التعبئة الجماهيرية لابد وأن تؤتي ثمارها فالعمليات الخسيسة التي يمارسها الإرهابيون لا تقابل إلا بإرادة أشد صلابة من جانب الجماهير.. كل الجماهير.. وإصرار علي مواصلة الحرب الشاملة..

وغني عن البيان.. أن ما تقوم به القوات المسلحة وأجهزة وزارة الداخلية.. يضيق الخناق علي هؤلاء الموتورين والحمقي أولا بأول..!

لذا.. لا تهتز أبدا.. ولا تجزع.. إذا ما حدثت عملية إرهابية هنا.. أوهناك.. لأن قوي الشر لن تهمد طالما أننا كشعب نحقق إنجازا يوما بعد يوم.. نبني ونشيد ونجري إصلاحات اقتصادية وسياسية علي أعلي قدر من التميز..

في نفس الوقت.. فإن "البني آدم" الذي فقد كل القيم.. وكافة المعايير.. ليس هناك ما يمنعه من ارتكاب أفظع الأعمال طالما يعرف مسبقا أنه راحل..راحل..بصرف النظر عن المصير الذي ينتظره فذلك في علم الله سبحانه وتعالي.

***

الآن دعونا ننتقل من خلال هذا التقرير إلي قضية من أهم قضايانا الحياتية.. وأعني بها قضية العلم والتعلم.. والتوظيف..!

بالله عليكم.. أليس غريبا أن يتقدم أطباء إلي وزارة التربية والتعليم للعمل"كمدرسين مؤقتين"..؟!

ألا يعني هذا أن الأطباء يعانون من البطالة شأنهم شأن خريجي كليات الآداب أو الحقوق أو الزراعة أو ..أو..؟!

ولو كان الأمر كذلك فلماذا تترك المستشفيات والوحدات الصحية في الريف والمدن بلا أطباء مكتفين بممرضة.. أو ممرض..؟!

دعونا نكن صرحاء مع أنفسنا.. ولا ينبغي أن ننظر إلي الأمر في عجالة أو عدم اكتراث أو دونما اهتمام..!!

أبدا.. أبدا.. لابد من التوقف.. والتوقف مليا.. والبحث والدراسة.. وتحديد الأسباب.. ووسائل العلاج..!

تلك سمة المجتمعات المتحضرة.. ولا جدال أننا بلغنا والحمد لله.. قمة التحضر.

***

ثم.ثم.. ما حكاية خسارة البنك المركزي..؟!

والله..والله.. لأول مرة شأني شأن الكثيرين غيري أعرف أن البنك المركزي يمكن أن يتعرض لخسارة هائلة تبلغ 33 مليارا من الجنيهات..؟

كيف.. وهو بنك البنوك؟!

كيف.. وهو الذي يتبني برنامج الإصلاح الاقتصادي..!

كيف.. وهو الذي يحاسب جميع البنوك علي نتائج أعمالها.. ومن يخسر من رؤسائها يكون عرضة للإقالة.. أو الاستغناء عن خدمات سيادته!

وإلي أن نتلقي إجابات واضحة عن تلك الأسئلة.. أرجو أن يأتي من يقول لنا: مالكم.. ومال شغل البنوك..؟!

أتمني.. وأتمني..!

***

أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية

من نظم إسماعيل أبو العتاهية:

بكيت علي الشباب بدمع عيني

فلم يغن البكاء ولا النحيب

فيا آسفا أسفت علي شباب

مناه الشيب والرأس الخضيب

عريت من الشباب وكنت غضا

كما يعري من الورق القضيب

فيا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

***

و..و..وشكرا