*ودارت الأيام .. وأصبحت "مدارس المشاغبين " مشكلة في بريطانيا
*أؤيد د.طارق شوقي:
فليمتنع أولياء الأمور عن التدخل
اتركوا للرجل .. الفرصة كاملة
*نحن بالفعل.. ننتظر حقيقة الفرق بين الصم والتلقين.. وبين الإبداع والابتكار
واضح أن عملية تطوير وتحديث التعليم في مصر تسير في طريقها المرسوم الذي حدد خطوطه الوزير الحالي..والذي يبدو واثقا تمام الثقة من بلوغ الغايات التي يريدها والتي تتضمن ضمن ما تتضمن خلق أجيال من المبدعين والمبتكرين لا الصمامين والغشاشين..!
وأنا شخصيا معه.. دائما ما يناشد أولياء الأمور رفع أياديهم عن أبنائهم وأن يدعوهم ليكتشفوا أنفسهم بأنفسهم..!
طبعا كالعادة مثل هذا الكلام لا يعجب البعض ..!
أو الكثيرين لأن كل منا تعود على أن يفتي فيما ليس به علم.. وبكل المقاييس .. الأغلبية لا يعرفون شيئا عن الفكر الجديد الذي سيحكم العملية التعليمية .. وإذا افترضنا أن من حقهم أن يحاطوا علما..إلا أنهم في نفس الوقت مطالبون بالوقوف في طوابير المراقبين.. وليس المشاركين .. أو المتدخلين..!
وفي جميع الأحوال .. لابد على الجميع من الوقوف وقفة تأمل للمقارنة بين نظام تعليمي لا يشحذ عقلا.. ولا ينمي موهبة.. ولا يشعل جذوة الملكات التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده وإن كان قد ميز بعضهم على بعض حتى تستقيم الحياة وحتى تتقدم الإنسانية وتزدهر يوما بعد يوم..ونظام آخر يفتح الآفاق إلى أقصى مدى ويوسع المدارك بغير حدود!
***
على الجانب المقابل.. فإن دولة مثل بريطانيا التي سبق أن قادت العالم يوما في المعرفة والبحث العلمي .. تشكو اليوم من انهيار التعليم.. ومن مدارس المشاغبين التي أصبحت تنتشر في مناطق عديدة من الإمبراطورية العظمى سابقا..!
التلاميذ الإنجليز.. أصبحوا يذهبون للمدارس لا لتلقي العلم.. بل لإحداث شغب داخل الفصول مما حدا بالحكومة أن تستعين برجال جيش سابقين لتعليم الضبط والربط.. ومعاقبة المتجاوزين في حق المدرسين والمدرسات.. والذين كثرت أعدادهم في الآونة الأخيرة..!
ليس هذا فحسب.. بل لقد أصدرت الحكومة قرارا يتيح تأديب هؤلاء الطلبة في الوقت المناسب.. سواء بالضرب أو الحرمان من النشاطات الرياضية والفنية أو البقاء بعد انتهاء اليوم الدراسي داخل غرف منعزلة لفترات تتراوح ما بين أربع أو خمس ساعات..!
أما الذين لا يرجى منهم خيرا.. فقد أصدرت الحكومة قانونا يتيح نقل الطالب المشاغب من مدرسته إلى أخرى وإذا ما استمر في عناده.. ينقل إلى نوع آخر من المدارس أشبه بالإصلاحيات.. لتهذيب سلوكه .. ورده إلى سواء السبيل..!
ومع ذلك.. فإن نسبة لا يستهان بها من المدرسين يطلبون الإحالة للمعاش المبكر.. أو النقل إلى عمل آخر.. إذ ليس لديهم استعداد لأن تتبعثر كرامتهم أمام الأولاد الصغار الذين يتخذون منهم – على الوجه المقابل- وسائل للسخرية والتهكم والضحك الرخيص..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
زمان.. نالت مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي شارك فيها كل من عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي وحسن مصطفى وسهير البابلي استحسانا جماهيريا بالغا..بسبب القفشات و"الإفيهات" التي زخرت بها فصول المسرحية وذلك دون أن نعلم أنها كانت من أهم عوامل فقدان هيبة المعلم في مصر.. والاستهانة أبلغ استهانة بالمدرسة..!
الآن.. الوضع مختلف .. فالجدية أصبحت من أهم سمات عصرنا.
كل ما نخشاه أن يأتي يوم على د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم أن يفاجأ فيه بأن مدارس المشاغبين هي التي انتصرت على مراكز الإبداع والابتكار والمناهج اليابانية..!!
ندعو الله سبحانه وتعالى ألا يأتي هذا اليوم أبدا..!