*مصر.. وسياسة"المكاشفة المباشرة"
تجاوزت الخطابات المكتوبة والرسائل الشفهية..
وأيقن الرئيس السيسي أن الحديث وجها لوجه.. أجدى وأفيد
*الآن.. بعد قمة شرم الشيخ سادت لدى الجميع قناعة بضرورة قطع دابر الإرهاب في أي مكان
*أولى النتائج: بريطانيا .. والحظر الفوري على حزب الله
في عالم السياسة.. توجد وسائل عديدة للتواصل بين الزعماء وبعضهم البعض.. أو بين الحكام ومحكوميهم.. من هذه الوسائل .. الخطابات المكتوبة التي يحملها عادة المبعوثون الشخصيون.. أو وزراء الخارجية.. أو غيرهم .. فضلا عن الاتصالات الهاتفية والتي تتم إما عبر خطوط ساخنة..أو خطوط عادية لكن يشترط فيها ألا تكون قابلة للاختراق أو التنصت.. وكذلك الرسائل الشفوية حيث تكلف الدولة سفيرها أو أيا من بعثتها الدبلوماسية بتوصيل رسالة للدولة الأخرى تتضمن إما معلومات بعينها.. أو أفكار.. أو اقتراحات .. أو تصورات بشأن المستقبل وغالبا ما يكلف حامل الرسالة بأن يرجع إلى قيادته ومعه الرد الشفهي أيضا..!
***
ثم.. ثم تأتي اللقاءات المباشرة وهي التي يلجأ إليها الزعماء الذين يحرصون على التعامل مع الواقع وجها لوجه ودونما حاجة إلى وسطاء من أي نوع.. إيمانا منهم بأن تلك اللقاءات توفر كثيرا.. من الوقت والجهد.. ولا تترك مجالا لتأويلات أو تفسيرات غير التفسيرات.. وهذا ما فعلته مصر في الآونة الأخيرة.
لقد نهج الرئيس عبد الفتاح السيسي نهج الأبواب المفتوحة التي لا تخفي من ورائها حقيقة .. ولا تحول دون تبادل الرؤى والمعلومات بالشفافية .. والصدق.. وتغليب المصالح العامة فوق أي اعتبارات.
لذا.. نجد الرئيس حريصا على السفر إلى هنا وهناك للقاء زعيم بعينه.. أو زعماء ثم يعود في نفس اليوم أو اليوم الثاني مباشرة دون تـأخير.
وواضح أن الرئيس يجد في هذا النهج.. الأفيد.. والأجدى والدليل تلك النتائج المثمرة والإيجابية التي يسفر عنها كل لقاء على حدة .
نعم قد تكون هناك خلافات في وجهات النظر .. أو في كيفية معالجة أمر من الأمور.. لكن من خلال المناقشات الواضحة والصريحة.. تتلاقى الأفكار.. وتتقارب التصورات.
***
الأكثر.. والأكثر.. أن الرئيس حدد خارطة طريق واضحة المعالم يقيم على أساسها الصروح التي باتت الشغل الشاغل للشرق والغرب.. والشمال.. والجنوب سواء بسواء.
أول هذه الصروح مواجهة الإرهاب والقضاء على المنازعات الداخلية والإقليمية والدولية.. وكم سبق أن ناشدت مصر دولا أوروبية كثيرة.. اتخاذ مواقف حاسمة ضد هذا الإرهاب الذي استشرى وطالت أظافره الرديئة الأبرياء وغير الأبرياء..ومع ذلك.. ظل البعض يجرون المواءمات ويغوصون في أعماق الفرعيات حتى جرى ما جرى..!
الآن عندما دعا الرئيس زعماء العرب وأوروبا للاجتماع معا في شرم الشيخ.. ودارت المناقشات في صراحة ووضوح وبلا تداخلات أأو مكاتبات أو تليفونات سادت قناعة لدى الجمع الكبير قوامها ضرورة توحد المواقف للقضاء على الظاهرة اللعينة التي تغتال إنسانية الإنسان في أي زمان ومكان..!
وهذه هي بريطانيا قد قامت على الفور بفرض الحظر على حزب الله واعتباره منظمة إرهابية ..
يحدث ذلك بينما رئيسة وزرائها لم تكن قد غادرت شرم الشيخ بعد حيث انعقد أهم المؤتمرات على الإطلاق في القرن الجديد.
***
على الجانب المقابل .. لقد آثر الرئيس أن يبلغ القادة والزعماء من فوق نفس المنصة التي تجمعهم متجاورين ومتقابلين..أن القضية الفلسطينية هي لب أزمة الشرق الأوسط وما من سبيل إلا بحل الدولتين حتى ينعم أصحاب الأرض الأصليون بالأمن والسلام والعدل والمساواة.
نفس الحال بالنسبة لكل من ليبيا واليمن وسوريا التي حث الرئيس الزعماء على ضرورة حل أزماتها سياسيا.. ووضعهم أمام مسئولياتهم عندما قال بشجاعة إن الأجيال الحاضرة والقادمة سوف تسألنا عما فعلناه بصددها وما ننتوي أن نفعله.
***
في النهاية تبقى كلمة:
مع ذلك.. يبقى واحد مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منعزلا كسيف البال.. وآخر اسمه تميم بن حمد في قطر يعضّ بنان الندم.. لكن لابد أنهما قد أدركا الآن.. أن عجلة التاريخ قد تجاوزتهما وانتهى الأمر..
***