سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " سيمفونية..القرن! "

بتاريخ: 28 فبراير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*سيمفونية..القرن!

*هذا النجاح الهائل الذي حققته مصر في عقد القمة العربية-الأوروبية

شد إليها أبصار العالمين من مختلف القارات

*الرئيس السيسي عالج كل القضايا المحلية والدولية باقتدار وباحترام متبادل مع الزعماء

*حضور رئيسة وزراء بريطانيا رغم مشاكل "بريكست" ومستشارة ألمانيا وسط الظروف السياسية المعقدة ورئيس وزراء لبنان في أول رحلة خارجية.. جميعها مشاهد تؤكد مدى الاعتزاز بمصر ورئيسها

*تركيز الرئيس على القضية الفلسطينية أبلغ رد على المزايدين

*الحاقدون .. لهم طريقهم.. ولنا طريقنا

*موضة الاستقالات "بانستجرام" وصلت إيران!!

*هل وزارة صحتنا جادة بالفعل في تعيين أطباء بـ6500­جنيه؟

*حقا .. إنه شعب طيب أصيل "عزبة فلتاؤوس".. واحتفالها برامي مالك

فكرت مليا قبل أن أختار عنوانا لهذا التقرير حتى أسعفني عقلي بهذه العبارة المكونة من كلمتين.."سيمفونية القرن".. لأني موقن شأني شأن الملايين في مصر والعالم بأسره.. بأن ما حدث منذ  أيام فوق أرض شرم الشيخ إنما هو سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الحديث.. بل وربما القديم أيضا.. إذ لم يتصادف يوما أن التقى القادة العرب مع زعماء أوروبا حول مائدة مشتركة ووسط مناخ من الحب والمودة والأمل والتفاؤل حتى كانت "السيمفونية" الرائعة يومي 24 و25 فبراير عام 2019 .

وللعلم سيمفونية تعني العمل الكبير الذي يشارك فيه مجموعة أو مجموعات من الأشخاص المتميزين ويؤدون معا أداء يجذب الآذان والعيون في آن واحد.

وغني عن البيان أن هذا النجاح الهائل الذي حققته مصر في عقد القمة العربية-الأوروبية بشرم الشيخ شد إليها أبصار العالمين من مختلف القارات ..

لقد التقى القادة العرب مع بعضهم البعض .. كما اجتمعوا بالزعماء الأوروبيين الذين تقابلوا معا ربما بعد طول غياب.

ها هي مصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. مصر الحضارة.. والتاريخ.. والجغرافيا .. والتي وهبها الله سبحانه وتعالى "قائدا" يعرف حق قدرها جيدا.. ويؤمن إيمانا بالغا.. بأن شعبها.. هو من خيرة شعوب الأرض.

***

من فوق منبر القمة.. غير المسبوقة.. استطاع الرئيس السيسي أن يعالج مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية باقتدار.. ومن خلال احترام متبادل بينه وبين الزعماء والقادة.

لقد ركز من بين ما ركز على ظاهرة الإرهاب مطالبا بضرورة التعاون من أجل مواجهته والقضاء عليه قضاء مبرما وهذا لا يتأتى إلا بحرمان عناصره من الحصول على المال وعلى الوسائل المتقدمة وعلى حل النزاعات في بؤر الصراع مثل ليبيا وسوريا واليمن حلا سياسيا وعندما أثيرت مسألة أحكام الإعدام التي تطبقها مصر وفقا لأحكام قضائية باتة وقطعية.. رد الرئيس بكل حسم وشجاعة وجرأة مخاطبا الحضور: " لا تفرضوا رأيكم علينا ولا تعلمونا الإنسانية فنحن لدينا إنسانيتنا وقيمنا وأخلاقياتنا.. وإذا كانت الأولوية في الدول الأوروبية تكمن في تحقيق الرفاهية لشعوبها فإن الأولوية في مصر هي منع سقوطها وخرابها".

وبذلك لم يكن هناك مجال لمزيد من المناقشة..فها هو الحق بيّن .. والباطل بيّن.. فمن يرضى  لمصر سواء من أبنائها .. أو من جيرانها.. أو حتى من جيران جيرانها.. أن تسقط حاشا لله أو أن تتمزق أوصالها كما حدث ببلدان أخرى بالمنطقة العربية وغيرها..؟!

إنه المنطق بكل صوره وأشكاله.. وإنها الإيجابية التي لا تقبل لبسا ولا تأويلا.. وبديهي أن يسود المنطق وأن تنتصر الإيجابية.. وبالتالي تحقق مصر مزيدا من القدرة على التعامل مع الآخر بلا  حرج ودون أي حساسيات ودون التفريط في قيمها وعاداتها وتقاليدها .. و.. ومصالح شعبها التي تظل دوما في مقلات العيون.

***

في نفس الوقت فقد شهد مؤتمر شرم الشيخ عدة ظواهر توقفت أمامها وكالات الأنباء والعديد من قنوات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.

من هذه الظواهر مثلا.. حرص رئيسة وزراء بريطانيا " تريزا ماي" على الحضور رغم مشاكلها مع ما يسمى باتفاق بريكست الخاص بانسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي والمعارضة التي تلقاها بسبب ذلك.. ولقد لعبت ماي البلياردو في شرم الشيخ في مباراة ودية مع "جوزيبي كونتي" رئيس وزراء إيطاليا لتتوجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكتبها بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة لندن لتعقد اجتماعا جديدا بشأن بريكست تمهيدا لعرض الاتفاق مرة أخرى على البرلمان حيث تتوقع رئيسة الوزراء الموافقة عليه في جلسة 12 مارس القادم.

نفس الحال بالنسبة للمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" التي فضلت المشاركة في القمة على  مدى يومين رغم الخلافات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد بما فيها حزبها المسيحي الديمقراطي لتبدو منشرحة الصدر وهي تتجول في شوارع شرم الشيخ.

أما سعد الحريري رئيس وزراء لبنان والذي تم تشكيل حكومته بعد سبعة شهور من الأخذ والرد وجولات من الاتفاقات والخلافات والعكس فلم يتردد في تلبية دعوة الرئيس السيسي لتكون مصر أولى محطاته الخارجية بعد تشكيل الحكومة والذي حرص على أن يدلي بتصريحات أكد فيها أن موقف مصر ثابت ويدعو إلى النأي بلبنان عن النزاعات الإقليمية حفاظا على استقرار المنطقة.. وأضاف سعد الحريري أن التجربة المصرية الحالية تعتبر نموذجا تحتذى به دول الشرق الأوسط جمعاء.

***

ويأتي تصدي الرئيس السيسي للمشكلة الفلسطينية بهذه الصورة المحددة.. أبلغ رد على المزايدين على موقف مصر.. التي أكدت وتؤكد دوما أنه ما من سبيل سوى أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم وإنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحدود عام 1967.

***

ويبقى أو بالأحرى لا يبقى.. هذا المسمى بالوالي الجديد رجب طيب أردوغان رئيس تركيا الذي يرتكب كل يوم في حق شعبه أبشع الجرائم من قتل.. وسحل .. واعتقالات.. وتعذيب.. أردوغان هذا.. لا يترك مناسبة إلا ويشن هجوما ضد مصر وضد قيادتها.. والأسباب معروفة طبعا بعد تلك النجاحات المشهودة التي يحققها المصريون يوما بعد يوم.

 لذا فلقد أحسن وزير خارجيتنا سامح شكري حين قال عن أردوغان إنه رجل حاقد وإن كنت أنا شخصيا أرى أن صفة حاقد ليست كافية.. لأنه فقد المعايير الأخلاقية عندما سار في ركب الإرهابيين.. وزعم زورا وبهتانا أنه حامي حمى الإنسانية التي هي منه براء.. براء..!

***

الآن.. دعونا ننتقل بهذا التقرير إلى إيران التي استقال وزير خارجيتها فجأة.. من خلال الانستجرام!!

وهكذا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي موضة هذه الأيام لاسيما بالنسبة لكبار المسئولين الذين يلجأون إليها لإعلان مواقفهم .. أو تقديم استقالاتهم بدلا من الطرق الرسمية..!

والسؤال:

لماذا اختار الوزير الإيراني انستجرام بالذات ؟

الإجابة: لأنها الشبكة الوحيدة المسموح بها في بلاده حيث تفرض الحكومة الحظر على الفيس بوك وتويتر..!!

ولقد تحولت الاستقالة إلى مادة شبه مكررة على شاشات مختلف المحطات التليفزيونية وكأن حدثا جللا قد وقع..!

"وإيه يعني" أن يستقيل وزير خارجية الملالي مصدري الإرهاب أو لا يستقيل..!

***

ثم .. ثم.. دعونا نرجع إلى أمنا المحروسة .. الرءوم والحانية.

وزارة الصحة أعلنت مؤخرا أنها سوف تستفيد بعدد من الأطباء منهم من كانوا قد أحيلوا للمعاش لإعادة الحياة للوحدات الصحية.

وقالت الوزارة إن مرتب الطبيب من هؤلاء سوف يبلغ 6500 جنيه قابلة للزيادة..!

أتمنى أن تتحول هذه التصريحات إلى واقع.. لأسباب رئيسية أولها.. إعادة الكرامة للطبيب المصري من خلال تقييمه ماديا وأيضا تحديد المرتب الذي يمكن أن يعينه على تغطية نفقات الحياة وما أكثرها..؟

وفي جميع الأحوال شكرا.. ونحن في انتظار التنفيذ..!

***

في النهاية تحية لهذا الشعب الطيب الأصيل الذي يسعد بأقل القليل..والذي ينتهز أي فرصة لاستدعاء البهجة والسرور إلى قلبه..!

أقول ذلك بمناسبة الأفراح والليالي الملاح التي أقامتها قرية المطرب رامي مالك بمركز سمالوط محافظة المنيا..!

هذا الشاب ولد في أمريكا.. وتربى.. وعاش.. وتعلم.. وأصبح ممثلا شهيرا هناك وعندما فاز بجائزة الأوسكار.. اعتبر أهله وذووه في سمالوط أنه ابن من أبنائهم .. وتلك مشاعر طيبة كما أنها تنمي في وجدان الناس عمق الانتماء..

ورغم عدم وجود أي صلة بيني وبين المنيا.. إلا أنني أستشعر ما يستشعرونه .. وأشد على يدي كل واحد فيهم.. مهنئا.. ومقدرا.. ومشيدا بأخلاق الصعايدة الجدعان..!

***

أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية التي تتفق مع صلب المقال.. وهي أبيات من نظم شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته" مصر تتحدث عن نفسها":

وقف الخلق ينظرون جميعا   كيف أبني قواعد المجد وحدي

وبناة الأهرام في سالف الدهر    كفوني الكلام عند التحدي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق    ودراته فرائد عقدي

إن مجدي في الأوليات عريق   من له مثل أولياتي ومجدي

***

و..و..وشكرا