سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " لعن الله الإهمال.. والمهملين..!"

بتاريخ: 02 مارس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لعن الله الإهمال.. والمهملين..!

السلوك البشري الرديء .. من يغيره.. أو يصلحه؟!

صورة تتكرر- للأسف - في مواقع كثيرة ونحن كشعب ننظر إليها بلا مبالاة

مثلما لدينا "علاء فتحي" الأحمق فمعنا أيضا بائع السوبر ماركت الشهم محمد عبدالرحمن

الدولة لم تبخل علي تطوير السكك الحديدية لكن من تربوا علي شيء.. شابوا عليه!

هشام عرفات استقال بحكم مسئوليته السياسية.. هكذا يفعل نظراؤه في البلاد المتقدمة

 

* تحية تقدير لكل هؤلاء:

- الحكومة التي تحركت بأقصي سرعة بناء علي تعليمات الرئـيس

- النائب العام الذي كشف السبب فورا

- الناس البسطاء الواقفون علي رصيف المحطة

- النيابة الإدارية التي بادرت بوضع توصياتها لعدم تكرار نفس السيناريو.. المهم التنفيذ

 

.. والخزي كل الخزي لهؤلاء:

- أردوغان.. رئيس تركيا الحاقد والموتور

- الهاربون عنده من المصريين المطاريد وقنوات الضلال التليفزيونية التي يعملون بها

بدا منذ اللحظات الأولي لوقوع الكارثة أن هناك خطأ فادحا ارتكبه إنسان.. إذ كيف يسير جرار.. أو قاطرة.. أو حتي سيارة أو دراجة دون قائدها؟!

وعندما اندفع الجرار.. بسرعة نحو الرصيف ليحدث الانفجار الهائل تأكد لدي شهود العيان أن الإهمال أو التهور قد وصل مداه بعد أن رصدت العيون السائق وهو يقفز ليدخل في مشاجرة مع زميل له دون أدني تقدير للتبعات التي يمكن أن تحدث!

بالفعل.. احترقت الأجساد .. وعلت الصيحات والصرخات.. وتسمرت الأقدام.. ووقف الناس مشدوهين غير مصدقين ما يحدث أمامهم وجميعهم "وقوف" فوق الرصيف جاءوا من كل فج لاستقلال وسيلة المواصلات الأكثر أمانا.. أو التي كانت كذلك في يوم من الأيام!

بديهي.. أن تجري التحقيقات الفورية التي أوضحت - كما قال النائب العام- كيف أن شخصا أحمق.. وصل به الإهمال أقصي مداه وراء المأساة المفجعة التي حلت بنا نحن المصريين في ضربة مفاجئة من ضربات القدر!

وببساطة شديدة اعترف علاء فتحي سائق الجرار بكل التفصيلات مبررا فعلته بتبريرات ساذجة أو مستفزة.. مؤداها أنه لم يكن يتصور أن الاصطدام والانفجار يتزامنان معا وأن ما جري خارج عن دائرة تفكيره!

للأسف.. علاء فتحي هذا ليس إلا صورة من صور أخري عديدة ومتنوعة موجودة في حياتنا منذ زمن طويل وهي تعكس رداءة السلوك البشري الذي يؤدي إلي ما لا يحمد عقباه بينما نحن في كل مرة.. ننفعل.. وننتحب.. ونئن ونتوجع.. ونصيح .. ثم سرعان ما تعود الأشياء -كل الأشياء- إلي طبيعتها!

لا وألف لا.. كفانا التعامل مع الإهمال والمهملين بليونة.. أو بعدم اكتراث لأن هؤلاء إذا تركناهم علي غيهم وضلالهم فلن يتوقف نزيف دمائنا.. ولن نستطيع بلوغ الغايات التي حددناها لأنفسنا في سلام وأمن واطمئنان!

إن أخطر ما في الأمر أن يتحول"الإهمال" .. إلي ظاهرة عادية فتظل جذوره الشيطانية تضرب في باطن الأرض يوما بعد يوم حتي نصل إلي مفترق طرق لا نستطيع عندئذ تجاوزه.. أو عبوره.

من هنا دعونا نعلن من اليوم حربا شعواء ضد الإهمال والمهملين إذ ينبغي علي كل واحد منا إذا التقي بمرتشي أو مهرب أو بمن تعود علي التزويغ من عمله.. أو المتكاسل أو المتراخي.. أو الذي حول أو حولت مكتبها إلي "مائدة طعام".. أو..أو .. أقول إذا صادفت واحدا من هؤلاء لا تتهاون .. ولا تمط شفتيك وتمضي.. بل تواجهه أو تواجهها معترضا.. ومنبها .. ومحذرا وجميع الاختيارات متاحة لك..

هناك رئيس العمل.. أو مدير الإدارة.. أو المدير العام وإذا كان جميع هؤلاء بالدف ضاربين.. فأمامك الصحافة التي كانت وستظل متابعة.. ومسلطة الأضواء علي مواطن الضعف ونقاط العوار في أي مجال من المجالات.

صدقوني.. الأمر لم يعد يحتمل الانتظار.. وإذا كنا اتفقنا علي أن يمارس كل منا دوره نحو مواجهة الإرهاب.. وكشف عناصره.. من مخططين ومنفذين.. فإن الإهمال لا يقل خطرا ولعل أبلغ دليل تلك الكارثة.. كارثة محطة رمسيس التي نجم عنها سقوط عدد من الضحايا ربما يوازي الذين يستشهدون في عملية إرهابية أو أكثر!

يعني حان الوقت لنخلع جميعا أردية السلبية.. وأن نواجه الإهمال بالإرادة الصلبة.. والموقف الجريء الشجاع.. والإصرار علي تطهير الوطن من أية شوائب علقت به مع الأخذ في الاعتبار أن الدولة حاليا ترفض المساس بمصالح أبنائها وتؤكد دوما أن الإنسان المصري أصبح ثمنه غاليا وغاليا جدا.. عكس أيام زمان عندما كان لا يساوي شيئا!

***

علي الجانب المقابل.. فإنه في الوقت الذي شاء قدرنا أن يكون لدينا واحد أحمق متهور مثل علاء فتحي.. فمعنا أيضا نموذج مشرف هو محمد عبد الرحمن بائع السوبر ماركت الذي ألقي بنفسه في النيران لإنقاذ من امتدت ألسنتها إليهم تلتهم أجسادهم التهاما!

لقد أبلي بلاء حسنا حيث بذل المستحيل مستخدما المياه تارة.. و"البطاطين" تارة أخري بينما يحث غيره أن يفعلوا مثلما يفعل!

يعني مهما كان الحال.. فإن بنيان مجتمعنا متماسك والحمد لله.. وسوف يبقي كذلك حتي نهاية العمر.. وكما أن هذا المجتمع يضم بين جنباته غيوم الشر.. فهو أيضا يشتد عوده بأيادي الخير.

***

ثم.. ثم.. إنصافا للحقيقة .. فإن الدولة الرسمية لم تبخل علي مرفق السكك الحديدية بالمال من أجل تطويره تطويرا يضمن سلامة ركاب قطاراته.. وأمنهم وراحتهم .. وأحسب أن الـ 56 مليار جنيه التي تم رصدها لهذا التطوير منذ عام 2014 كفيل بتحقيق النقلة النوعية التي نتمناها أو بالأحري نبحث عنها بفارغ الصبر!

ومع ذلك.. فقد بادر وزير النقل هشام عرفات بتقديم استقالته بحكم مسئوليته السياسية ليس إلا.. فهكذا يفعل نظراؤه في الدول المتقدمة.. وان كنا ندعو من أعماقنا.. أن تكون كارثة رمسيس هي آخر الكوارث.. وأن تأتي حربنا علي الإهمال سرا وعلانية جدواها عما قريب بإذن رب العالمين.

***

في جميع الأحوال.. فنحن قادرون علي تجاوز تداعيات الكارثة. فإيماننا بالله سبحانه وتعالي لا ينازعه منازع ونحن نوقن بأن قضاءه وقدره فوق كل الاعتبارات .. فضلا عن إصرارنا علي التعلم من الدرس رغم صعوبة النتائج وقسوتها!

ولقد خرجنا من التجربة المفجعة بعدة شعاعات مضيئة تكسر حلكة الظلام أهمها:

Xهذا التحرك المسئول والإيجابي والسريع.. من جانب الحكومة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي .. فقد تواجد الوزراء المعنيون ومعهم د.مصطفي مدبولي بعد دقائق في موقع الحادث.. ووضح أنهم لم يتواجدوا لمجرد الظهور فحسب.. بل كل منهم له دوره الذي سارع بتأديته علي أكمل وجه وأولهم وزيرة الصحة .. ثم وزيرة التضامن.. وللأسف لم يكمل وزير النقل المشوار وعاد إلي مكتبه حزينا كسيف البال ليجمع أوراقه ويقدم الشكر لموظفيه السابقين!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فلماذا لا يرفع مبلغ الـ80 ألف جنيه الذي قرر لأهالي المتوفين إلي مائة ألف جنيه؟!

أعتقد أن الـ 20 ألفا لا تسبب أزمة .. لكن المائة ألف مهما كان الحال لها وقعها!

Xالمستشار نبيل صادق النائب العام الذي تمكن ومعاونوه من تحديد أطراف الخيط بأسرع ما يمكن حيث تم الإعلان عن سبب الكارثة.. وبعد التحقيقات المكثفة.. الأمر الذي أضفي السكينة علي الرأي العام.

Xالنيابة الإدارية التي أصدرت بدورها توصيات وحلولا لأوجه القصور والخلل في السكك الحديدية ومنها وضع لافتات إرشادية ومطبات صناعية وتقليل عدد المزلقانات وتطوير وصيانة وصلات وأجهزة الاتصالات وإحاطة مناطق المزلقانات بسور ارتفاعه لا يقل عن 1,1 متر علي بعد 1,8 متر من أقرب قضيب لمنع اقتحام الركاب للمزلقان..!

..و.. والأهم .. الأهم تدريب العمالة اللازمة لتشغيل المزلقانات.

وكم نتمني جميعا تنفيذ تلك التوصيات بدقة.. وحسم ومتابعة جادة ضمانا لعدم تكرار نفس السيناريو..!

***

الآن نأتي إلي الإخواني الحاقد.. رجب طيب أردوغان الرئيس التركي.. وأذياله من المصريين المطاريد الذين يعملون في قنوات تليفزيونية تبث من بلاده..

أردوغان هذا وعصابته يملأون الدنيا صياحا تشفيا فيما حدث وفي محاولات رخيصة للإثارة والتهييج .

طبعا .. لا كلام أردوغان يهمنا.. ولا ما يردده هؤلاء الببغاوات المطاريد يعنينا في شيء.. لكن كل ما أريد أن أقوله لهم:

إن مصر تبقي دائما وأبدا.. مصر الوحدة والتكاتف .. والتآزر .. والإيثار.. والتعاطف الوجداني..!

وإذا كان هناك من ارتضي لنفسه أن يناصبها العداء.. وأن يسيء إلي شعبها بأقذر وأرخص العبارات.. فتأكدوا أن من تحتمون به الآن.. سوف يكون أول من يقطع رقابكم !

والأيام بيننا!!

***

مواجهات

* من يخوننا.. فليس منا!

***

* الثعابين.. ينفثون سما يرتد إن آجلا أو عاجلا إلي أحشائهم وصدورهم..!

***

* نعم وألف نعم ..الساكت عن الحق.. شيطان أخرس..!

***

* من يشترون الضلالة بالهدي.. فلن تربح تجارتهم أبدا.. ولن يكونوا مهتدين حتي آخر الزمان.. وصدق الله سبحانه وتعالي حينما قال "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتي لا يُبْصِرُونَ"

صدق الله العظيم

***

*المهمل.. إرهابي.. والإرهابي تربي علي الإهمال والطمع وقلة الضمير!

إذن.. فالاثنان صنوان.

***

* أعجبتني هذه الكلمات:

سئل أحد الصالحين:

ما هو الصبر الجميل؟!

فأجاب: أن تبتلي وقلبك يقول الحمد لله.

***

* أيضا هذه الأبيات الشعرية:

كل الجراح ستنسي حين تلتئم

إلا الجراح التي يأتي بها الكلم

جرح اللسان شديد في مرارته

يزداد سما إذا ما خطه القلم

فاجعل لسانك في غمد ليحفظه

لا يجرحن فؤادا ليس يلتئم

***

*الضلالي.. يكذب.. ولا يتجمل..!

بالضبط.. هو الإخواني الذي يتنفس رياء.. وزيفا .. وبهتانا..!

***

و.. و.. وشكرا