سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "انتخابات باهتة.. أو فاترة .. سيان! ولا مرشح واحد قدم دراسة أو اقتراحا أو فكرة عن تطوير الصحافة الورقية "

بتاريخ: 03 مارس 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*انتخابات باهتة.. أو فاترة .. سيان!

ولا مرشح واحد قدم دراسة أو اقتراحا أو فكرة عن تطوير الصحافة الورقية

*لا تصدقوا.. أنها في طريق الزوال

بالعكس .. الفرص عديدة ومتنوعة

المهم.. من يفكر.. ويبدع..

ويقدم سلعة مختلفة عن الآخرين!

**برامجهم .. كلها مكررة.. وصعب .. أن تبلغ الأهداف الحقيقية

الشواهد الأولى تقول إنها انتخابات باهتة..أو فاترة .. حيث لم يحضر اجتماع الجمعية العمومية أول أمس سوى 716 عضوا فقط.. من مجموع ثمانية آلاف و260صحفيا وصحفية 

نعم القانون يقول إن الاجتماع يكون صحيحا بحضور نصف العدد +1 يعني 4131 عضوا.. وطبعا الفارق كبير بين ما هو كائن.. وما ينبغي أن يكون..!

***

المفروض يوم الجمعة بعد القادم أي يوم 15 مارس الحالي يكون اجتماع الجمعية العمومية صحيحا بحضو2066عضوا .. فهل سيكتمل العدد ؟؟

 الله أعلم .. لكن الواضح أن هناك عزوفا من الصحفيين عن المشاركة في الانتخابات لأسباب عديدة لعل أهمها.. أنه لا يوجد مرشح واحد من المرشحين قدم دراسة.. أو اقتراحا..أو حتى فكرة من أجل النهوض بالصحافة الورقية التي تعاني من أزمات طاحنة ليس في مصر فحسب .. بل في العالم بأسره ..!

والأمثلة كثيرة:

في الكويت البلد ذات الثراء الفاحش .. توقفت الصحف بها يوما في الأسبوع توفيرا للنفقات ..

 في لبنان رحل عن عالمنا أهم الصحف وأكثرها شهرة ..

في بريطانيا.. وألمانيا.. وفرنسا.. بل حتى أمريكا نفس الحال..!

لكن السؤال:

هل في كل تلك الدول .. ارتضوا بالأمر الواقع .. وأخذوا يبكون الآن على أكواب اللبن المسكوب..؟!

لا أعتقد ذلك.. فما أعلمه أن ثمة مراكز أبحاث عديدة تعمل من أجل إيجاد السبل لإعادة إحياء الصحف الورقية وربما تنجح المحاولات.. وقد تفشل..!

***

ما علينا.. نحن في مصر .. الموقف مختلف.. فمازال الناس متمسكين بقراءة الصحف المطبوعة.. لأن الغالبية تعودت على أن ترى في مانشيتاتها ما يشد انتباههم كما أن مجرد "تقليب" الصفحات بالنسبة للكثيرين يختلف تماما عن النظر في شاشة الموبايل أو الاي باد أو اللاب توب لمعرفة ما يجري محليا وإقليميا ودوليا..!

أنا أوافقك قد يكون هذا أسهل.. وأسرع.. الأمر الذي أدى إلى تراجع توزيع الصحف الورقية .. ومع ذلك فإن الأمل مازال قائما لإنقاذ هذه الصناعة العزيزة على قلوب البشر وقلوب من شغفوا بها حبا منذ نعومة أظفارهم..!

وصدقوني .. رغم الظروف الصعبة.. ورغم التطورات المتلاحقة في عالم النت..إلا أن هناك أكثر من فرصة وفرصة أمام الورقة.. والقلم وماكينة الطباعة التي لها تأثير السحر في القلوب عندما تبدأ في الدوران ليرتفع ضجيجها رويدا.. رويدا.. وكأنها تحمل معها كل يوم بشائر مولود جديد يملأ الدنيا بهجة وسعادة..!

***

السادة المرشحون لمجلس نقابة الصحفيين.. لم يقدم أي منهم –كما أشرت سابقا- مشروعا متكاملا في هذا الصدد.. بل كل برامجهم معادة ومكررة لا تحمل جديدا مقارنة بالعشرين سنة الماضية علما .. أكرر علما.. بأن من يبحث.. لابد أن يصل لنتائج.. ومن يعمل عقله.. يحصد الخير له ولغيره..

لا تصدقوا من يقول إن الصحافة الورقية في طريقها إلى زوال..!

أبدا..لا يردد ذلك إلا الكسالى والخاملون وفاقدو الموهبة.. ومعهم"المغرضون" الذين يتمنون مثلا تجريد الدولة الوطنية –أي دولة وطنية- من أهم أسلحتها..!

يا سادة..

يا زملاء..

ليس ضروريا أن تكون جميع المانشيتات واحدة في كل الصحف وبالتالي من ينفرد بخبر.. أو من يركز على متابعة لحدث .. أو من يغوص في أعماق المجتمع أو من ينشر صوره على 8 عمود xنصف صفحة.. لابد وأن يجد من يقبل على بضاعته الجيدة. وليس العكس..!

أيضا.. الأخبار الصغيرة التي تمس حياة الكبار والصغار.. الموظفين .. والتلاميذ ..رجال الأعمال والعمال.. هذه الأخبار..لو فردت لها صفحة أوصفحتان أو ثلاث صفحات في كل عدد.. فسوف تحقق مردودا إيجابيا شاسعا.. و..و..والأفكار كثيرة.. لكن السادة المرشحين للنقابة اهتموا بفرعيات مثل زيادة بدل التكنولوجيا بـ300 جنيه أو أكثر أو أقل بينما هم أول من يعلمون أن هذا المبلغ لم يعد يساوي شيئا علما بأنه –حسب تصريحاتهم- لن يستفيد منه الزملاء إلا بعد أربعة شهور..!

أيضا .. أصحاب المعاشات.. من الصحفيين يعيشون أسوأ أيام حياتهم .. أما المرضى فكان الله في عونهم.. حيث إن نظام العلاج قاصر.. ومتدنٍ.. وغير إنساني .. ولا تلقوا بالكم لما يشاع عن إنشاء مستشفى للصحفيين.. فنحن نسمع هذا الكلام منذ زمن طويل..!

***

في النهاية.. وبعد هذا السرد السريع.. هل يمكن أن يكتمل النصاب القانوني في اجتماع الجمعية العمومية القادم..؟

أرجو.. وأتمنى .. المهم .. ألا ينفض الجمع ونعود لنستمع إلى نفس الكلام المعاد والمكرر بعد سنتين من الآن دون أن يكون لدينا أي قوارب لإنقاذ السفينة التي توشك على الغرق وإن كنا موقنين أن الله سبحانه وتعالى معها .. ومعنا..

وهذا يكفي..